الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ابن خالتي يعمل في نيوزيلاندا، ويزور أباه وهو زوج أمي كل ثلاث سنين -تقريبا-، فيبقى عنده أسابيع معلومات أو شهرا أو غير ذلك في زمن معلوم، يأتيني خلالهن -لأسبوع أو أسبوعين (مدة معلومة)- في زيارة إلى السويد، ويكون قد أتم أربعة أيام يقصر فيهن الصلاة في بريطانيا، فهل يعود ويستأنف قصر الصلاة عندي حين يزورني أم الرخصة تكون قد تمت في بريطانيا؟
أفتوني -وفقكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمسافر مسافةً تبيح القصر-وهي ثلاثة وثمانون كيلًا- إن وصل إلى جهة سفره، ونوى الإقامة بها أربعة أيام - سوى يومي الدخول والخروج- أو أكثر من ذلك، فإنه يتم الصلاة، أما إذا نوى أقل من ذلك، أو لم ينو شيئًا لتردده في البقاء، أو ارتباطه بمصلحة لا يعلم وقت انقضائها، فإنه يقصر الصلاة ولو طالت المدة.

وعليه؛ فما دام ابن خالتك يأتي للإقامة فترة معلومة في بريطانيا، وأخرى معلومة أيضا في السويد كما ذكرت، وهي زائدة عن أربعة أيام في كلتا الإقامتين، فلا يشرع له الجمع ولا القصر خلال إقامته في بريطانيا، ولا في السويد.

أما إن كان ينوي الإقامة في بريطانيا مدة أكثر من أربعة أيام، وعند سفره للسويد ينوي إقامة أقل من ذلك أو يكون مترددًا في الفترة التي سيقيم هناك، فيشرع له الجمع والقصر في السفر بين بريطانيا والسويد وخلال الإقامة في السويد؛ إذ من المعلوم أن المسافة بين السويد وبريطانيا أكثر من مسافة القصر بكثير، وبالتالي؛ فسفره إلى السويد -بعد نية الإقامة القاطعة لحكم السفر في بريطانيا- يعد سفرًا جديدًا له أحكامه الخاصة به.

وراجع -للفائدة- الفتاوى التالية أرقامها: 4824، 220168، 1887.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني