الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض المسائل المتعلقة بالروح

السؤال

أريد الأحاديث المتواترة والصحيحة فقط التي وردت في الروح -مع ذكر المراجع-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأحاديث في ذلك كثيرة يصعب حصرها في مثل هذه الفتوى، ولكن حسبنا أن نفيدك ببعض المسائل التي دلت عليها بعض الأحاديث التي بلغت درجة التواتر المعنوي.

فمن ذلك: مسألة: بقاء الأرواح وعدم فنائها بفناء الأجساد؛ قال السيوطي -رحمه الله- في كتابه نظم المتناثر: بقاء الأرواح، وعدم فنائها بفناء الجسد: ذكر الشيخ جسوس في شرح الرسالة نقلًا عن الزناتي أنها متواترة، ونصه الزناتي في شرح الرسالة، وزعم قوم أن الأرواح تفنى، ولا وجود لها في البرزخ حتى يحييها الله عند إحياء جسومها، وهذا مكابرة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبذ لنصوصها المتواترات، ولظاهر القرآن في قوله تعالى: {كأنهم يوم يرونها} الآية. ولا يقرب المبعد من الزمان إلا على الحي فيه، لا على المعدوم فيه؛ إذ لا علم عنده به. انتهى.

ومن أدلة هذه المسألة الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها، وانظر بعضها في الفتوى رقم: 133541، وراجع الفتوى رقم: 165199.

ومن ذلك: مسألة: عود الروح إلى البدن وقت السؤال؛ قال ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الروح: قال شيخ الإسلام: الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن وقت السؤال. انتهى.

ومن أدلة هذه المسألة: ما ثبت في حديث البراء الذي رواه أحمد، وغيره، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به، وصدقت... الحديث، وهذا الحديث صححه الأرناؤوط، والألباني.

ومن ذلك: مسألة: وجود الأرواح على أفنية القبور؛ نقل ابن القيم -أيضًا- في كتاب الروح عن ابن عبد البر أنه قال في شرح حديث ابن عمر: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة، والعشى: وقد استدل به من ذهب إلى أن الأرواح على أفنية القبور، وهو أصح ما ذهب إليه في ذلك من طريق الأثر؛ ألا ترى أن الأحاديث الدالة على ذلك ثابتة متواترة، وكذلك أحاديث السلام على القبور.

ثم ذكر ابن القيم بعض الأحاديث على ذلك فقال: يريد الأحاديث المتواترة؛ مثل حديث ابن عمر هذا، ومثل حديث البراء بن عازب الذي تقدم، وفيه: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة، ومثل حديث أنس: أن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم، وفيه: أنه يرى مقعده من الجنة والنار، وأنه يفسح للمؤمن في قبره سبعين ذراعًا، ويضيق على الكافر، ومثل حديث جابر: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا دخل المؤمن من قبره، وتولى عنه أصحابه أتاه ملك.. الحديث، وأنه يرى مقعده من الجنة فيقول: دعوني أبشر أهلي، فيقال له: اسكن، فهذا مقعدك أبدًا. انتهى.

ومن ذلك: مسألة عذاب القبر على الروح والجسد؛ قال ابن القيم -أيضًا- في كتاب الروح: والسنة الصريحة المتواترة ترد قول هؤلاء وهؤلاء، وتبين أن العذاب على الروح والجسد مجتمعين، ومنفردين. انتهى. وانظر الأدلة على ذلك في الفتوى رقم: 4314.

ونوصيك بالرجوع إلى كتاب الروح لابن القيم -رحمه الله تعالى-؛ فإنه مفيد في هذا الباب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني