الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل وعد الله بفعل طاعة يعتبر نذرا؟

السؤال

سؤالي: وعدت الله أن أصلي السنن الرواتب بنية أن يكون وعداً.
فهل يجب علي الوفاء به؟ وهل أأثم بتركي للسنن؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في الوعد بالقربة هل يعتبر نذرا أم لا؟ وكنا قد بينا ذلك، كما في الفتوى قم: 160087، والفتوى رقم: 169079، ورجحنا أن صاحب الوعد إذا نوى به مجرد الوعد، كان وعدا لا نذرا ملزما, وإن نوى به النذر، كان نذرا ملزما، يجب الوفاء به عند تحقق مشروطه.

وعليه، فقول السائلة: (أنا وعدت الله، أن أصلي السنن الرواتب، بنية أن يكون وعدا). لا يجب عليها الوفاء به، وبالتالي فلا تأثم بتركها هذه السنن.
ولكن ترك السنن المؤكدة - وإن كان الشخص لا يأثم به - فإنه لا ينبغي؛ لأن تركها قد يجر إلى التهاون بالواجبات والفرائض، وقد قال أهل العلم: إن السنن تحمي الفرائض والواجبات، كما تحمي القشور اللباب من الفساد، ولأنه يبعد عادة أن يحافظ الشخص على السنن، ثم يفرط في الواجبات، كما أن هذه السنن تجبر ما نقص من الفرائض؛ فينبغي للمسلم أن يحافظ عليها ما استطاع، وانظري الفتوى رقم: 4545.

وقد بينا من قبل أن الإدمان على ترك السنن والنوافل يقدح في الشهادة لتهاون تاركها بالدين، وراجعي فيه الفتوى رقم:56950، بعنوان: حكم ترك السنة، وما أحالت عليه من فتاوى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني