الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الرجوع عن مقاطعة الأب

السؤال

أنا شاب عندي 18 سنة, حصل خلاف العام الماضي بيني وبين أخي وأبي، وأنا مقاطعهما منذ ذلك الحين، ولكن كان ذلك هو الحل الوحيد أمامي حتى لا تتزايد الخلافات، وللحد منها.
ومنذ بضعة أيام ظلت أمي (وهي أيضا في خلاف مع أبي) تدعوني أن أكلمه، وتقول لي: إن هذا عقوق.
وأنا لا أريد أن أعود إلى مكالمته؛ لأنه دائما سريع الغضب، وخصوصا أنني لست مستعدًّا أن أظل في مزيد من الخلافات بيني وبينه أو بيني وبين أخي، والحل الأفضل لمنع تلك الخلافات هو مقاطعتهما.
فما هو الحل؟ وهل أستمر في ذلك أم أرتبط به وأزيد البيت همًّا؟
مع العلم أن أبي سريع الغضب لأتفه الأسباب، وعند غضبه من أي شخص لا يصب غضبه إلا عليّ، حتى وإن لم يكن هناك سبب, وأخي عاقٌّ لكل من أبي وأمي (بالسب وقد يكون بالضرب أحيانا) لذلك لا أقترب منه نهائيًّا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحق الوالد على ولده عظيم، وبرّه ومصاحبته بالمعروف واجبة مهما كان حاله، ومهما أساء إليك، كما بينا ذلك في الفتويين: 115982، 22420.
فتُبْ إلى الله، وعُدْ إلى صلة أبيك، وتجنب ما يمكن أن يثير غضبه، ويدفعه إلى شيء من التصرف غير السليم، ولعلك إذا صبرت على إساءته، واجتهدت في الإحسان إليه، أن يجعل الله ذلك كفارة لذنوبك، ورفعة في درجاتك، واحرص على الدعاء له بأن يصلح الله من شأنه، فذلك من أعظم إحسانك إليه، ويمكنك أيضًا أن تستعين بالعقلاء من أقربائك أو أصدقائه ممن يرجى أن يكون لقولهم تأثير عليه.

وأما أخوك: فجوابنا بالفتويين: 262081، 148239 مشتمل على ما يلزمك تجاهه، وحكم هجره.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني