الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز المضمضة ورفع السبابة بعد الوضوء مباشرة؟

السؤال

هل يجوز بعد الوضوء مباشرة المضمضة، ورفع السبابة، وقول: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله" -جزاكم الله خيرًا-؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المضمضة المشروعة في الوضوء محلها قبل غسل الوجه، وليس بعد الوضوء، إلا أن بعض أهل العلم يقول إن من نسيها فإنه يأتي بها بعد إكمال وضوئه؛ قال الأخضري المالكي في مختصره في الطهارة والصلاة: ومن نسي المضمضة، والاستنشاق بعد أن شرع في الوجه، فلا يرجع إليهما حتى يُتم وضوءه.

وأما رفع السبابة عند الدعاء بعد الوضوء: فلم نقف على من ذكر أنه سنة في هذا الموضع.

والسنة لمن أتم وضوءه: أن يتشهد، ويدعو بما صح من الأدعية المأثورة بعد الوضوء، فمن ذلك: ما رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد فراغه من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. زاد الترمذي: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.

قال النووي -رحمه الله-: يستحب للمتوضئ أن يقول عقب وضوئه: "أشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"، وهذا متفق عليه، وينبغي أن يضم إليه ما جاء في رواية الترمذي متصلًا بهذا الحديث: "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين"، ويستحب أن يضم إليه ما رواه النسائي في كتابه عمل اليوم والليلة مرفوعًا: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك"، قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضًا. انتهى.

وكذلك يذكر بعض أهل العلم أنَّ رفعَ البصر إلى السماء عند قول ما ورد ستةٌ، قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: قوله: «ثم يرفعُ بصره إلى السَّماء»، هذا سُنَّةٌ إِن صحَّ الحديث، وهو ما رُويَ أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من توضَّأ فأحسن الوُضُوء، ثم رفع نظره إلى السَّماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فُتحت له أبواب الجنَّة الثمانية، يدخل من أيِّها شاء» وفي سنده مجهولٌ، والمجهولُ لا يُعلم حاله: هل هو حافظ، أو عدل، أو ليس كذلك، وإِذا كان في السند مجهولٌ حُكِمَ بضعف الحديث.

والفقهاء ـ رحمهم الله ـ بَنَوا هذا الحكمَ على هذا الحديث. وعلى تعليل وهو: أنه يرفعُ نظرَه إلى السَّماء إِشارةً إلى عُلوِّ اللَّهِ تعالى حيثُ شَهِدَ له بالتَّوحيد." انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني