الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوهام الرياء وعدم الإخلاص والامتناع عن الجماعة خشية خطأ الإمام من تسويل الشيطان

السؤال

سؤالي عن الرياء: كنت مسافرا مع أهلي إلى مكان تندر فيه المساجد، لكنني هذه المرة كنت أسمع الأذان، واستبعدت أن يجيد أهل هذا المكان القراءة والطمأنينة، فخفت أن أذهب فأجد الحال كما عمت به البلوى فيلزمني أبي بهذه الجماعة وأضطر إلى إعادة الصلوات، وهذا شاق ومحرج وستكثر أسئلتهم واستنكاراتهم، كما خفت ألا أجد وقتا لإعادة الصلاة، فتفوتني الصلاة، فآثرت السلامة في هذا الأمر خاصة أن عندي وساوس تعتريني، وكنت محافظا على الجماعة ما استطعت مع أهلي في البيت خمسة أيام، وكنت إماما في كل الصلوات تقريبا، واعترتني الوساوس طوال هذه الأيام في النجاسة والطهارة والوضوء والصلاة، فأعرضت عن أغلبها ـ والحمد لله ـ وكنت أحرص على أن يكون صوتي جميلا وكنت أختار من القرآن أكثر ما أحب لأؤثر في أهلي وتخشع قلوبهم لذكر الله، فوسوس لي الشيطان أنني أرائي وأنني بعيد عن الإخلاص، وذلك في كل صلاة جهرية تقريبا، علما بأنني أكره المدح بعد الصلاة وأحاول أن أصرفهم عن ذلك وألهيهم عنه، ولكنني كنت أفرح حين تمدح أمي قراءتي، لأنني أتأكد منها أن الصلاة أتت بثمارها فيهم وكدت أطير فرحا لما قالت إنها تود لو أن الصلاة لا تنتهي، ورغم ذلك ينتابني حزن شديد بعد كل صلاة وأخشى أن يكون هناك شرك خفي يبطل عملي ويكون حسرة علي، فأقول لنفسي لو أنني كنت مأموما كان خيرا لي وأكثر اطمئنانا، ولكنني مع ذلك لا أعرف ماذا أختار؟ هل الإمامة وأنا بفضل الله أجيد القراءة والأركان، وأحاول الخشوع وأطمع في كمال الإخلاص؟ أم أختار أن أكون مأموما وأدع الإمامة لغيري؟ وأخاف أن يكون الشيطان يريد أن يبعدني عن الإمامة بتلك الوساوس وأخسر الأجر وتولية من هو أقل مني إجادة للقرآن ـ أعوذ بالله من الكبر، فهذا فضل الله ـ أنا والله أشعر في قلبي بالإخلاص، ولكنني أخاف من الرياء بشدة، وقد كثر شكي في ذلك الأمر حتى أبكي وأنا أمشي من خوف يوم يخرج الله فيه خبيئة صدري، فبماذا تنصحونني جزاكم الله خير جزاء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكان الأولى بك أن تجيب داعي الصلاة فتُصلي في المسجد مع جماعة المسلمين، والخوف من أخطاء أهل المسجد وحملهم على أسوأ الاحتمالات ما هو إلا أثر من آثار الوسوسة وصد للشيطان لك عن الخير والمزيد من الأجر الحاصل في حضور الجماعة والمشي إلى المساجد، فاذهب إلى المسجد وصل مع جماعته ولا تلتفت إلى ما يوسوس لك الشيطان به من جهل أهل المسجد أو حصول الأخطاء في الصلاة من قبلهم، ثم إن وجدت ما كنت تتوقعه فعلا، فلكل حادثة حديث ـ كما يقال ـ ثم إن ما يجري بخاطرك عند ما تصلي إماما من أوهام الرياء وعدم الإخلاص يخشى أيضا أن يكون من الشيطان ليصدك عن الإمامة ويثبطك عنها، فأعرض عنه ولا تلق لوساوسه بالاً، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 128394، 150541، 151661، 27324، 283402.

ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني