الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرف على فتاة ووعدها الزواج خداعا وتركها

السؤال

لدي سؤال من فضلكم: أخي -هداه الله- قد تعرف على فتاة، ووعدها بالزواج، وهو يعلم أنه لن يتزوجها، ثم تاب إلى الله، وأراد أن ينهي هذه العلاقة المحرمة، فابتعد عن الفتاة دون أن يخبرها عن السبب؛ لأنه شعر بالإحراج من أن يخبرها بأنه كان يخادعها.
وهو يسأل الآن: هل سيعاقبه الله؛ لأن هذه الفتاة لم تسامحه في حقها، وهو غير جاهز للزواج منها، وهو يعلم أن حق العباد عند الله لا يضيع. فماذا يفعل هل يتصدق عن الفتاة، أم ماذا حتى يتحلل من حقها، ولا يعاقبه الله؛ لأنه قد دمر حياتها؛ لأن الفتاة قد تعلقت به كثيرا، ولا تستطيع أن تعيش حياتها بدونه، مع العلم أنه قد تاب إلى الله توبة نصوحا.
فهل عليه إثم؟
وجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أساء أخوك، وأساءت هذه الفتاة حين تطاوعا على إقامة هذه العلاقة المحرمة، وقد أحسن أخوك حين قطع هذه العلاقة معها، وتاب، نسأل الله أن يقبل توبته، ويغسل حوبته.

وإن كان وعدها بالزواج، فكان ينبغي أن يفي لها بوعده، إن لم يمنعه من ذلك مانع شرعي، فالوفاء بالوعد مستحب، في قول جمهور الفقهاء، كما هو مبين في الفتوى رقم: 17057.

ولكنه إن ترك الزواج منها، ولو من غير عذر شرعي لم يكن آثما بذلك؛ وإن تعلق قلبها به، فهي التي جنت على نفسها حين أقامت هذه العلاقة معه. وعسى الله أن ييسر لها الزواج ممن هو خير منه، قال تعالى: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني