الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب إيصال الماء في الغسل لسائر الجسد دون مبالغة وتكلف

السؤال

جزاكم الله خيرا: أنا مصابة بالوسواس القهري، وعندما أغتسل أكون جالسة وأشعر بمرور الماء خلف الركبة، لكنني عندما أرتدي ملابسي لا أجد على المنطقة التي خلف الركبة أي ماء، وأخاف أن لا يكون الماء قد وصل إليها، علما بأن المكان نجس بالبول بسبب تطاير البول، فأقول أنا أزيل النجاسة، فأنا أغتسل وسوف يصل لها الماء ويزيلها، فهل علي شيء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالفرض في الغسل أن يعم الماء سائر البدن، ويكفي في ذلك غلبة الظن، فإذا غلب على ظنك أنك قد عممت بدنك بالماء فقد فعلت ما يجب عليك، فإن لم يظهر لك بعد ذلك خلاف ما غلب على ظنك، فغسلك مجزئ، وانظري الفتوى رقم: 126996.

لكن، ما دمت تغتسلين جالسة، فإن وصول الماء لباطن الساق مما تحت الركبة مباشرة ـ باطن مفصل الركبة ـ قد يكون فيه صعوبة إذا كانت الساق غير ممدودة، فيجب أن تتنبهي لذلك بأن توصلي الماء إليها دون مبالغة وتكلف، ثم إن فعلت ذلك، فلا تلتفتي إلى الوساوس ولا إلى كون المنطقة تصبح جافة عند ارتدائك للملابس أو ما شابه.

أما بخصوص تركك لتطهير أماكن تطاير النجاسة على جسدك حتى يعمها ماء الغسل: فلا شيء فيه، إذ لا يشترط في صحة الغسل إزالة النجاسة قبله ـ كما هو معلوم ـ وما دام ماء الغسل يأتي على أماكن تطاير النجاسة فيطهرها، فقد حصل المطلوب ـ طهرت النجاسة وصح الغسل ـ وانظري الفتوى رقم: 148715.

وبالنسبة للوسواس: فإنا ننصحك بما ننصح به الموسوسين عادة للعلاج منه، وهو الترك والتجاهل التام، ولتحذري من الاسترسال معه، فإن ذلك يسبب حرجا كبيرا ومشقة عظيمة للموسوس، وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني