الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أهل الجنة يشعرون بالعظمة كملوك الدنيا؟

السؤال

أهل الجنة عندهم ملك كبير، وملك الدنيا يشعر بالعظمة بسبب ملكه الكبير، فهل أهل الجنة يشعرون بأنهم عظماء ويفرحون بهذا الشعور أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأهل الجنة في نعيم عظيم, وملك كبير, ويشعرون بما هم فيه من السعادة, وأنواع النعيم, لكنهم لا يشعرون بالعظمة إذا قصد بها الخيلاء الذي قد يقع لبعض ملوك الدنيا, فالخيلاء, والتكبر من الصفات المذمومة, وأهل الجنة منزهون عنها، فقلوبهم تطهر من الحسد, والحقد, والبغضاء قبل دخول الجنة, مما هو دليل على صلاح قلوبهم, واستقامتها، وسلامتها من مختلف أمراض القلوب, جاء في تفسير الخازن: ادْخُلُوها.... بِسَلامٍ آمِنِينَ ـ يعني ادخلوا الجنة مع السلامة، والأمن من الموت، ومن جميع الآفات: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ـ الغل الحقد الكامن في القلب، ويطلق على الشحناء، والعداوة، والبغضاء، والحقد، والحسد، وكل هذه الخصال المذمومة داخلة في الغل؛ لأنها كامنة في القلب، يروى أن المؤمنين يحبسون على باب الجنة، فيقتص بعضهم من بعض، ثم يؤمر بهم إلى الجنة، وقد نقيت قلوبهم من الغل، والغش، والحقد، والحسد: إِخْوانًا ـ يعني في المحبة، والمودة، والمخالطة. انتهى.

وفي تفسير السعدي: وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ ـ أي: هناك في الجنة، ورمقت ما هم فيه من النعيم: رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ـ فتجد الواحد منهم، عنده من القصور، والمساكن، والغرف المزينة المزخرفة، ما لا يدركه الوصف، ولديه من البساتين الزاهرة، والثمار الدانية، والفواكه اللذيذة، والأنهار الجارية، والرياض المعجبة، والطيور المطربة ـ المشجية ـ ما يأخذ بالقلوب، ويفرح النفوس، وعنده من الزوجات اللاتي هن في غاية الحسن والإحسان، الجامعات لجمال الظاهر والباطن الخيرات الحسان، ما يملأ القلب سرورًا، ولذة وحبورًا، وحوله من الولدان المخلدين، والخدم المؤبدين، ما به تحصل الراحة، والطمأنينة، وتتم لذة العيش، وتكمل الغبطة، ثم علاوة ذلك، وأعظمه الفوز برؤية الرب الرحيم، وسماع خطابه، ولذة قربه، والابتهاج برضاه، والخلود الدائم، وتزايد ما هم فيه من النعيم كل وقت وحين، فسبحان الملك المالك، الحق المبين، الذي لا تنفد خزائنه، ولا يقل خيره، فكما لا نهاية لأوصافه، فلا نهاية لبره وإحسانه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني