الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محاولة إخراج المني بأي وسيلة من العادة السرية

السؤال

زوجها مسافر منذ سنتين، وتساورها الكثير من أفكار الشهوة عندما تشتاق إليه، وتقوم بلمس جسدها بشهوة دون أن تصل للفرج، مع تخيل أن زوجها معها، فهل يعتبر هذا من العادة السرية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت تفعل ذلك بقصد استدعاء خروج المني، فالظاهر أن هذا الصنيع يعد من العادة السرية المحرمة، فقد قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: العادة السرية، وهي الاستمناء، أي: محاولة إخراج المني بأي وسيلة.. باليد.. بالتقلب على الفراش، بأي وسيلة، هذه محرمة، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ {المؤمنون:5ـ 7}، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ـ ووجه الدلالة من الحديث: أنه لو كان الاستمناء جائزًا لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن الاستمناء لا مشقة فيه، بل فيه متعة للنفس، فلما عدل عنه إلى الصوم مع ما في الصوم من المشقة أحيانًا دل ذلك على أنه ـ أي: الاستمناء ـ ليس بجائز. اهـ.

وقال أيضًا في الشرح الممتع: ولو طلب استخراج المني بغير استمناء اليد، فهل يجوز أو لا؟ الجواب: لا يجوز؛ لأن العلة واحدة، سواء كان ذلك باليد، أو بأي وسيلة. انتهى.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 184301، 20874، 202855، 23868.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني