الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تجوز مخالفة الشرع بدعوى الدعوة إلى الله تعالى

السؤال

أريد أن أعرف هل الأفضل أن ترتدي المرأة النقاب؟ أم أن تدعو إلى الله بوجهها؟ بالابتسامة مثلًا، أو أن يرى فيه أثر الصلاح، أرجو عدم إحالتي للفتاوى لأني لم أصل للإجابة -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المرأة تغطية وجهها عن الرجال الأجانب، هذا هو الراجح من أقوال الفقهاء، وقد بينا أدلة الوجوب في الفتوى رقم: 4470، فراجعيها.

ولا تجوز مخالفة الشرع بدعوى الدعوة إلى الله تعالى، فالغاية لا تبرر الوسيلة، والله عز وجل تعبدنا بالوسائل، كما تعبدنا بالغايات، سئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن رجل حلق لحيته، وقال: لا أستطيع أن أنطلق كداعية في هذا المكان والزمان إلا بحلق اللحية، فهل يعذر في ذلك؟ فأجاب ـ رحمه الله ـ: لا يجوز للمسلم أن يحلق لحيته لأسباب سياسية، أو ليمكن من الدعوة، بل الواجب عليه إعفاؤها، وتوفيرها امتثالًا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأحاديث، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين. متفق على صحته. فإذا لم يتمكن من الدعوة إلا بحلقها انتقل إلى بلاد أخرى يتمكن من الدعوة فيها بغير حلق، إذا كان لديه علم، وبصيرة، عملًا بالأدلة الشرعية في ذلك، مثل قوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ـ الآية، وقوله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي. اهـ. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 111246.

والابتسامة أمر طيب، وهي صدقة من الصدقات، كما جاءت بذلك السنة الصحيحة، ولكن فلتتخذ وسيلة للدعوة، والتأثير على الناس على الوجه الذي لا يخالف الشرع، كأن يكون من المرأة مع مثيلاتها، في مكان يمكنها فيه كشف وجهها، ثم إن وسائل الدعوة المشروعة كثيرة.

وننبه إلى أن ظهور الخير، والصلاح من المسلم أمر طيب، ويمكن أن يجعله قدوة للناس، ففي الحديث: أولياء الله تعالى: الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى. عزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى الحكيم الترمذي من رواية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع، ولكن قصد المسلم رؤية الصلاح فيه يمكن أن يكون مدعاة للرياء، والسمعة، وهما من محبطات ثواب الأعمال، فينبغي التنبه لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني