الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يراه النائم من الأحلام والتخيلات الجنسية لا يؤاخذ به

السؤال

أنا فتاة عمري 18 سنة، كنت أعاني من العادة السرية، وتركتها منذ 4 شهور، لكن مشكلتي في الأحلام الجنسية التي تأتيني، وهي لا تأتيني إلا بعد أن أصلي الصبح، وأنام مرة أخرى، وأنا محافظة على صلاتي، وأصلي الصبح في وقته، -والحمد لله-.
والمشكلة الأكبر أني دخلت إلى عدة منتديات، ويقولون: جن عاشق- والعياذ بالله- وأنا في أحلامي لا أحلم بأناس يمارسون معي، والله تعبت كثيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لنا، ولك العافية من شر الجن، وغيرهم، ونفيدك أن ما يراه النائم من الأحلام، والتخيلات لا يؤاخذ به؛ إذ لا طاقة له على دفعه، وقد قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، وقال صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ ... إلى آخر الحديث. الذي رواه الترمذي، وغيره.

وفي الأخير: ننصحك بالتحصن بالأذكار المأثورة، وبالمواظبة على أذكار النوم، وعدم الاسترسال في التخيلات، وأحاديث النفس، وأن تصرفي عن ذهنك توهم عشق الجان؛ فإن الاحتلام شيء طبيعي يحصل للرجال والنساء، وقد حصل لبعض نساء الصحابة، وأفتاها الرسول صلى الله عليه وسلم بالغسل عند خروج المني، كما في الحديث المتفق عليه عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأت الماء. فغطت أم سلمة -تعني وجهها- قالت: يا رسول الله، أوَ تحتلم المرأة، قال: نعم، تربت يمينك، فبم يشبهها ولدها؟. وفي سنن أبي داود عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا وجدت المرأة في المنام ما يجد الرجل فلتغتسل.

قال الحافظ ابن حجر في شرحه للحديث: فيه دليل على أن الاحتلام يكون في بعض النساء دون بعض، ولذلك أنكرت أم سلمة ذلك... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني