الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على النفس بالشر والمرض.. رؤية شرعية

السؤال

عندي سؤال لشيخنا الكريم: أنا قبل خمس سنوات كنت أتابع قنوات تبث مسلسلات، وبرامج فنية، وأغاني، وأحسست بتأنيب الضمير، وقررت أن أتركها، ولكي أضع لنفسي رادعًا قلت: يا رب، تجعل فيّ السرطان -والعياذ بالله- إذا رأيتها مرة ثانية.
وبعد سنة رجعت لرؤيتها، وما زلت، ولكن ما أراها يوميًّا.
السؤال: كيف أكفر عن الدعاء على نفسي بالمرض؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز دعاء المسلم على نفسه بالشر؛ فإنه يخشى على من يدعو بذلك أن يستجاب له، لعموم حديث: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم. رواه مسلم.
فظاهر الحديث يدل على أن الدعاء على النفس قد يوافق ساعة إجابة فيستجاب له، وذهب بعض أهل العلم إلى إن الدعاء على النفس من اللغو الذي لا اعتبار له، ولا مؤاخذة به؛ جاء في تفسير البغوي، وغيره: قال زيد بن أسلم: ومن اللغو: دعاء الرجل على نفسه؛ تقول لإنسان: أعمى الله بصري إن لم أفعل كذا وكذا، أخرجني الله من مالي إن لم آتك غدًا. ويقول: هو كافر إن فعل كذا. فهذا كله لغو، لا يؤاخذه الله به، ولو آخذهم به لعجل لهم العقوبة، كما قال تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم، قال ابن عباس: هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده: لعنكم الله، ولا بارك الله فيكم. قال قتادة: هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وماله بما يكره أن يستجاب. انتهى.
فعليه؛ ليس هناك تكفير بشيء مخصوص لهذا الدعاء بعينه، إلا أنه يلزمك التوبة من مشاهدة الحرام، وعدم العودة للدعاء على نفسك بالشر.

وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 51077، 188093.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني