الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في الخارج بين الرطوبات والمني

السؤال

أرجو إفادتي في موضوع إفرازات المرأة، منذ يومين بعد انتهاء عادتي بيوم أو يومين عندما أستيقظ من النوم شعرت بخروج إفرازات، وعند ذهابي لدورة المياه وجدتها إفرازات بيضاء ثخينة، ووجدت أيضا إفرازات بيضاء متيبسة، في اليوم الأول اغتسلت شكا في كوني جنب رغم أنني لم أحتلم ولم أفكر بأمور تثير الشهوة قبل النوم، أما في اليوم التالي وجدتها ووجدت إفرازات لم تجف بيضاء وتميل للشفافية، ولكن لم أغتسل اعتبرتها إفرازاتي الطبيعية التي أراها طيلة اليوم؛ حيث إنني تخرج مني هذه الإفرازات عدة مرات في اليوم، وأحيانا أعتبرها وديا؛ حيث إنني عند الاستيقاظ أذهب لدورة المياه، ولكن أتأخر أحيانا، ولكن أخاف أن أكون احتلمت ولا أتذكر، رغم تأكدي بعدم احتلامي بهذه الأمور، وأخاف أن تكون الإفرازات هذه منيا، وأنا ما زلت أصلي وأنا جنب، أريد قضاء صيام رمضان، ولكن هذا الأمر يحيرني، فليس لدي علم إذا كانت الإفرازات تنزل للمرأة أثناء النوم، وهل عدم اغتسالي صحيح؟ هل عليّ قضاء الصلوات؟ أرجوكم إجابتي بشرح أستطيع فهمه.
أنا استطعت التغلب على بعض الوساوس - ولله الحمد والمنة - ولكن بعض الأمور مثل هذا الأمر يعكر علي حياتي وعبادتي وفرحتي بتخرجي من الجامعة.
أرجوكم لا تتأخروا في إجابتي، فأنا في حيرة من أمري.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصفة مني المرأة قد أوضحناها في الفتوى رقم: 128091، والفتوى رقم: 131658.

ولا مانع من خروج الرطوبات العادية حال النوم، وإذا شككت في هذا الخارج هل هو مني أو من الرطوبات العادية فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم أيهما شئت، وانظري الفتوى رقم: 158767.

وعلاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها كما أوضحناه مرارا، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وعليه فلا يجب عليك الاغتسال ما لم تتيقني يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وصلاتك صحيحة لا يلزمك قضاؤها ولست ـوالحال ما ذكر ـ على جنابة ما دمت لا تتيقنين خروج المني، فدعي هذه الوساوس وأعرضي عنها ولا تبالي بها.

ويجدر التنبيه إلى أن خروج المني في حال النوم لا يشترط فيه وجود اللذة أو حصول الفتور الذي يحصل في حال اليقظة، ولذا فإن قولك: "رغم أنني لم أحتلم و لم أفكر بامور تثير الشهوة قبل النوم" ليس هو الضابط في اعتبار ما رأيت منيا أو لا، وإنما الضابط في ذلك هو ما تقدم في الفتاوى المحال عليها من صفات تميز المني عن غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني