الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المحادثة بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي

السؤال

عندي فتيات مضافات في صفحتي على الفيس بوك كأصدقاء، أنا بعدما قررت محاولة الالتزام أصبحت لا أبدؤهم بالكلام أبدا لقراءتي للفتاوى هنا عن المنع وعن سد الذرائع وعن غيره، بعضهن معي بالجامعة وبعضهن لا، من بالجامعة أصبحت لا أتكلم معهن إلا إن وجدت حاجة معتبرة جدا، وأحاول أن يكون بالضوابط الشرعية إلا إن يبدأن هن هناك بالكلام طلبا لمحاضرات فأعطيها لهن وينتهي الأمر.
أما بالفيس بوك فجميع الفتيات هن إن سألنني عن شيء بالدراسة أو الدين أرد عليهن، ولا أزيد علي أكثر من ذلك، لا أبدؤهم بالكلام، ولا أسأل عن أحوالهن، ولا أي شيء إلا في حالة تنزيل إحداهن لحديث موضوع أو كلام خاطئ عن الدين، فأبعث لها برسالة لأفهمها الصحيح وما تفعل لتصحيح هذا الخطأ وما إلى ذلك، لكن بصراحة اثنتان منهن لا أنكر عليهما في باقي ما ينزلن من منشورات عن الحب أو العلاقات بين الشباب والبنات أو الأغاني، فقد سبق وأنكرت على إحداهن بالرسائل، ووجدت تقبلا للكلام بدون تغير للأفعال، فالحال يبقى كما هو، والأخرى لا أنكر عليها ولم تكلمني منذ قلت لها الضوابط الشرعية، وأنا ما زلت أبقيها آملا أن تستفيد من شيء أنشره فقط، وهناك من الباقيات إن أوضحت لها شيئا تسأل عني فأقول لها الحمد لله وأسكت، فتفهم أني لن أزيد كلاما فتسكت هي الأخرى؛ لأني أفهمتها سابقا أن الكلام يجب ألا يكون سوى بحاجة ضرورية، والحاجة لا تشمل السؤال عن الحال، أنا الحمد لله لا أفتتن بإحداهن إطلاقا، وأنا لم أر لإحداهن على الفيس بوك أو بالواقع صديقة صالحة تأمرهن بالمعروف وتنهاهن عن المنكر، فهل أبقي عليهن حيث إذا نشرن معلومات خاطئة أرسل لهن الصواب، ومن تسأل منهن عن شيء بالدراسة أجيبها على قدر سؤالها، ومن تسأل عني بكيف حالك أرد حامدا ولا أعاود الرد بالسؤال عنها، ومن تنشر محرمات أو كلاما تافها، ولا يجدي الإنكار عليها لكنها تسأل عن أشياء دراسية أحيانا ، وهناك أخرى في رمضان كنا نعين بعضنا على الطاعات، ولا يخفى أن هذا مظان فتنة، وقد اتفقنا على حفظ القرآن معا، ومنذ أشهر أرسلت لها الضوابط الشرعية فلم تتكلم معي ووجدتها تحولت قليلا، فأصبحت تنشر حراما من أغان وكلام في الحب، فقلت ربما في رجوعي للكلام معها مصلحة تعود عليها، وهي إعانتها على حفظ القرآن، لكن مع الأسف بعدما رجعت لإتمام اتفاق حفظ القرآن وجدت أن جر الكلام بعضه بعضا، فاشتمل على سؤال عن الامتحانات والدراسة والحال.
السؤال: ماذا أصنع ـ أخي ـ مع كل واحدة على حدة؟ من منهن أحذف من الفيس بوك ومن أبقي عليها؟ وهل أرح نفسي وأمسحهن جميعا؟ أم أمسح منهن من لا تستجيب للنصح؟ والسؤال عن الامتحان والحال وكذا الرد ومع اختلاف فارق السن إلا أن ذلك ليس صحيحا طبعا، فماذا أفعل؟ مع العلم أن استخدامي للفيس بوك يكون لتحصيل العلم والاستفادة ممن أتابعهم عليه، ولمعرفة الأخبار، ولنشر ما قد يكون بإذن الله حجة لي يوم القيامة، وأحيانا للدردشة فيما يفيد أو للسؤال عن أصدقائي، ولكي لا أكذب أحيانا قليلة ألعب بوول لايف تور بلياردو حول العالم، وهي بنقود يومية تمنحها اللعبة للاعبين للمراهنة ضد بعضهم فمن يكسب يفوز بنقود الآخر الممنوحة من إدارة اللعبة.
أرجو التعليق إن كانت مشتملة على محرم، وهل غلبة ظني أنها مشتملة تكفي في تركها؟ وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على سلوكك سبيل الاستقامة، وحرصك على العلم والدعوة إلى الله، وسؤالك عما يشكل عليك من الأحكام الشرعية، زادك الله في الهدى والخير وثبتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

واعلم أن الأصل أنه لا حرج في إضافة الرجل لامرأة في الفيسبوك أو غيره من وسائل التواصل إن كان ذلك لغرض صحيح، وروعيت الضوابط الشرعية في التعامل مع الفتيات؛ بأن يكون الكلام معهن فيما يباح وللحاجة وبقدرها، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 186143، والفتوى رقم: 1759.

وأما من يمكنك أن تبقي منهن مضافة ومن تذر؛ فإن ذلك ينبني على معرفتك بكل واحدة منهن، وما إن كانت حريصة على الاستفادة أم لا، وما إن كنت ترجو مراعاتها لضوابط الشرع في التعامل معك أم لا.

وإن كنت في بداية مشوار الاستقامة، وليس عندك كثير علم يمكن أن تدفع به شبهات قد ترد عليك، ودين قوي تدرأ به الشهوات والمغريات، وتخشى على نفسك الفتنة، فالأولى أن تجتنب إضافة أي من الفتيات، وأن تكون حذرا في التعامل معهن في الجامعة، واجتهد في صحبة الأخيار والتعاون معهم في الدعوة إلى الله ونشر الخير، فهذا من أعظم ما يعين على الثبات. ونرجو للأهمية أن تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 10800، 12744، 12928.

ولمزيد من التوجيهات النافعة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا على الرابط التالي:

http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=listing&pid=3132

وننبه في الختام إلى خطورة ما يسمى بلعبة البلياردو ونحوها من الألعاب الإلكترونية التي تكون في صورة المقامرة، وسبق لنا تفصيل القول في حكمها في الفتوى رقم: 199341.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني