الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

تعرفت على بنت وهي بنت خالة صديق لي وكانت نيتي الزواج بها إن أعجبتني فاستخرت الله في أمري، كلمتها أولا في المسنجر ثم أرسلت لي صورها فأعجبتني، فطلبت مني اسكايب فأعطيتها إياه وبدأت أكلما وأراها كل يوم فأعجبتني أكثر، أحببتها في أيام قليلة وهي كذلك، فطلبت منها أن أراها فقبلت بسرور مع العلم أنها تسكن بعيدا عني، ذهبت لمقابلتها وكنا جد فرحين عانقتني وقبلتها، بدأت التفكير بالزواج بها في أقرب وقت، كانت تطلب مني كل يوم أن أراها، كانت تقول إنها تحبني وأنا كذلك، قالت أيضا إنها لا تستطيع العيش بدوني، وبعد أيام ذهبت لرؤيتها وقبل أن أذهب صليت الاستخارة، حين كنت معها وجدت في هاتفها رسائل تقول فيها حبيبي لشخص آخر، من ذلك اليوم بدأت الشك فيها، ورغم ذلك سامحتها، ولكن في تلك الأيام كنت أحس بضيق داخل صدري على الرغم أنني أحببتها وكنا قد تكلمنا كثيرا عن الزواج، أكملت صلاة الاستخارة وكنت أرى أشياء غريبة في المنام، ورغم ذلك لم أتخل عنها وخاصة كنت أعلم أنها تحبني كثيرا، في أحد الأيام قالت لي يجب أن أراك قلت لها أنا أيضا لكن يجب أن نصبر ويجب أن نحذر من الشيطان والنفس الضعيفة فتأثرت بما قلت، وقالت إنها لن تفعل الفاحشة فهي تتقي الله، فقررت رؤيتها مع العلم أنها تدرس بعيدا عن أهلها، حين كنت معها وبعد البقاء معها لمدة ونحن لوحدنا دخل الشيطان بيننا ففعلنا الفاحشة، عندما أردت تركها لم ترد، وقالت إنها تريد البقاء معي وذلك لأنه وقع لي حادث مرور خفيف وأنا معها، فقلت لها إنها لا تستطيع البقاء معي فأصرت كثيرا على ذلك فأقنعتني وحتى الآن لا أعلم كيف؟ فجاءت معي أخذتها إلى بيت صاحبي يسكن وحده، كانت تراودني أرادت أن أنام معها والحمد لله لم أفعل، أنهضتني في الصباح أرادت أن أجلس معها فجلست وفعلنا الفاحشة لكن ليس إلى حد الزنى وذلك لأن الله عفا عني، وكدت أن أفعل لأنها كانت تريد ذلك، ثم حين ذهبت بدأت أفكر بشدة وضاق صدري كثيرا، فلم أكلمها بعد إلى أن قلت لها إنه انتهى كل شيء بيني وبينها، والآن تقول لي إنها تكلني إلى الله، خفت أن أظلمها لأنني وعدتها بالزواج منها وهي جد مريضة الآن.
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما وقع منك مع هذه الفتاة، وراجع شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450، ونرجو أن تعتبر ويعتبر غيرك ممن يتساهل في التعامل مع النساء، وتعلم ويعلم كيف أن الشيطان يمكن أن يستدرج المرء ليوقعه في حبائله ويقوده إلى فعل الفاحشة، ولهذا حذر رب العالمين من شره، فقال: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا {الأعراف:27}، وقال: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة:168}.

ومن خلال ما أوردت فإن هذه الفتاة هي التي كانت تغريك بنفسها، وأنها كانت مطاوعة لك فيما فعلت معها، فلم تكن ظالما لها ولا مكرها، فلست ظالما لها، ولكنها هي التي ظلمت نفسها.

ولا تطالب بالزواج بها ولا يلزمك الوفاء بوعدك إياها بالزواج، ولكن إن تابت إلى الله وأنابت وحسنت سيرتها واستقامت فلا بأس بأن تتزوج منها.

فإن لم يقدر لك الزواج منها ففارقها واقطع كل علاقة لك بها، إذ يحرم شرعا اتخاذ الخليلات، وانظر الفتوى رقم 30003.

وكون الله قد عفا عنك غيب لا سبيل للعلم به، ولكن إن كنت تقصد بالعبارة أن الله قد عافاك من الوقوع في بلاء الفاحشة الكبرى، فهذا معنى صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني