الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الادخار في حساب ربوي لضمان المستقبل

السؤال

أنا أعمل في شركة بعقد مؤقت (محدد المدة) وأريد أن أدخر جزءا من راتبي في بنك بفوائد حتى أضمن مصاريف مدارس أولادي في المستقبل إن لم أجد عملا آخر أو عملا براتب أقل، علما بأن الفوائد للمدارس فقط ولن أستخدمها في أي مصروفات أخرى، هل يجوز هذا أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك ادخار راتبك أو بعضه في حساب ربوي لضمان المستقبل أو غيره، إنما ذلك من وسوسة الشيطان وإغوائه، قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ {البقرة:268}، وبدل وضع المال في بنك ربوي ونحوه فإنه يسعك استثماره وتنميته من خلال دفعه إلى من يتاجر فيه، كما يمكنك إيداعه بحساب استثمار لدى أحد البنوك الإسلامية الموثوق بمعاملاتها، وهكذا.

وأما مسألة صرف الفوائد في رسوم المدارس أو غيرها فهذا لا يبيح الربا، والمستقبل الذي يجب عليك أن تحرص على تأمنيه هو المستقبل الذي لا محيد لك عنه، وأنت لاقيه لا محالة، ألا وهو ما بعد الحياة الدنيا، فالمستقبل القبر فما بعده.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

ولا يكون تأمين ذلك المستقبل إلا بامتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، ومن الخطأ الفادح أن يحرص المرء على تأمين مستقبل لا يضمن الوصول إليه، بما يفوت عليه السعادة في مستقبله الحقيقي الذي هو لاقيه وخالد فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني