الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة أثر: اصطرع عمر بْن الخطاب، وخالد بْن الوليد....

السؤال

هذا الحديث موجود في الموقع: أخبرنا أبو الحسن بْن قبيس، أنا أبو الحسن بْن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو مُحَمَّد بْن زبر، نا مُحَمَّد بْن سليمان بْن داود المنقري البصري، نا أبو عثمان المازني، نا الأصمعي، عن سلمة بْن بلال، عن مجالد بْن سعيد، عن الشعبي، قال: اصطرع عمر بْن الخطاب، وخالد بْن الوليد، وهما غلامان، وكان خالد ابْن خال عمر، فكسر خالد ساق عمر، فعولجت وجبرت، وكان ذلك سبب العداوة بينهما ـ وجدت هذا الحديث في الموقع وأريد السؤال عن صحته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ورد هذا الحديث في موقعنا ضمن كتاب: تاريخ دمشق ـ للحافظ ابن عساكر، وقد رواه هو وابن العديم في تاريخ حلب، وابن المبرد الحنبلي في: محض الصواب ـ من الطريق المذكور في السؤال، ومن طريق الأصمعي أورده ابن كثير في البداية والنهاية، وإسناده لا يصح، لأن رواية الشعبي عن عمر منقطعة، قال العلائي في ترجمته من جامع التحصيل: أرسل عن عمر... قال أبو زرعة: الشعبي عن عمر، مرسل. اهـ.
وقد مات خالد قبل عمر بسنة أو سنتين، ومجالد بن سعيد: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. كما في تقريب التهذيب.
وقال الدكتور عبد العزيز بن عبد المحسن في تحقيقه لكتاب محض الصواب: ضعيف، لانقطاعه، ومجالد ضعيف. اهـ.
وقال عن سلمة بن بلال: لم أجد له ترجمة. اهـ.
وقال ابن سعد في ترجمة خالد من الطبقات: مات بحمص سنة إحدى وعشرين، وأوصى إلى عمر بن الخطاب. اهـ.
وهذا يدل على ما كان بينهما من المودة وحسن العشرة، وإلا لما أوصى له لحفظ ذريته من بعده، ويدل على هذا أيضا ما ذكره المزي في تهذيب الكمال: أن هشام بن البختري دخل في ناس من بني مخزوم على عمر بن الخطاب، فقال له: يا هشام؛ أنشدني شعرك في خالد بن الوليد، فأنشده، فقال: قصرت في الثناء على أبي سليمان ـ رحمه الله ـ إن كان ليحب أن يذل الشرك وأهله، وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني