الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شك هل خرج منه ما يوجب الغسل أم لا

السؤال

في الطهر بعد الحيض بعدة أيام أرى إفرازات طبيعية تنزل، ولكن قد أرى شيئًا دقيقًا جدًّا كالشعرة الصغيرة، تشككني هل هي شعرة من الملابس أم مني، تخرج مع الإفرازات، وقد أراها في يوم آخر. ومرة نزل مع الإفرازات مثل الخيط، وهذا الشيء عرفت أنه مني، لكن هناك خيوط الملابس، لما ينزل فوقها الإفرازات تشككني، لأني أرى من بعيد كاللون، ولكن أدقق حتى تتعب عيني، وليس معقولًا أن أغتسل من هذه الأشياء؛ لأني لو اغتلست سأغتسل كثيرًا. وأحيانًا إذا نزل إفراز بعد الطهر أدقق فيه، أنا أخاف أن يكون فيه شيء صغير مثل هذا، بالأمس تعبت عيوني وأنا أدقق، فما الحل معها؟
الدورة السابقة رأيت بعد الطهر نفس الشيء، وبعده بيوم ما رأيت، واليوم الذي بعده رأيت نفس الشيء، فهل أظل أغتسل من أجلها؟ لأنه شيء دقيق جدًّا، يُرى بعد التدقيق، أراها بعد الطهر بعدة أيام، ليس بعده مباشرة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فواضح أنك مصابة بالوسوسة، ومن ثم فنحن ننصحك بتجاهل الوساوس، والإعراض عنها، وألا تلتفتي إلى شيء منها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وإذا رأيت الطهر فلا تتعبي نفسك بعده في التفتيش والنظر هل خرج شيء أو لا؟ بل ابني على الأصل، وهو: أنه لم يخرج منك شيء. وإذا شككت هل خرج منك ما يوجب الغسل أو لا؟ فالأصل: بقاء طهارتك، وأنه لم يخرج منك شيء؛ فدعي هذه الوساوس، ولا تبالي بها، ولا تعيريها اهتمامًا؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني