الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إبقاء المتابعين غير المسلمين في صفحات التواصل لدعوتهم للإسلام

السؤال

لدي حساب في التوتير، وكنت أنشر به أشياء عن الإسلام والدعوة إليه، بعدها جاءتني فتاة غير مسلمة، وفضلت لي تغريدة عن عيسى -عليه السلام- كنت قد غردت بها من تطبيق دعوة، فقررت أن أنتهز الفرصة، وأكون سببًا في إسلامها، فأرسلت لها كتاب "حبي العظيم لعيسى قادني للإسلام" لتحمله وتقرأه، ففعلت ذلك -والحمد لله-، وسألتني بعض الأسئلة عن القرآن، وعن عيسى، وهكذا.
في اليوم الثاني أرسلت لها فيديو بعنوان: هل كان عيسى مسلمًا؟ فردت علي، وقالت: إن عيسى لم يكن في أي ديانة، وإني أزعجتها بكثرة الكلام أو شيء كهذا. فاعتذرت إليها خوفًا من أن أكون سببًا في نفورها من الإسلام. فقالت لي: لا بأس أنت تحاولين المساعدة، وأنها ستكمل مشاهدة الفيديو، وقراءة الكتاب، وأيضا ما زالت تعمل تفضيلًا لإعادة تغريداتي الدعوية، وبعد ذلك قام الكثير من غير المسلمين بمتابعتي على ما أظن، ولكن بعض الحسابات يضعون صورًا إباحية؛ فحظرت بعضهم، وهناك من يضعون أصنامًا، وكلامًا شركيًّا.
سؤالي: هل كنت على حق في طريقة دعوتي؟ وبماذا تنصحونني أن أفعل معها الآن؟ وماذا أفعل بالمتابعين: هل أحظرهم أم أتركهم ربما يسلمون؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يزيدك حرصًا على الخير، وقد أحسنت في سعيك في هداية الناس، وهذا هو شأن المؤمن.

ومن أحسن الطرق، ومن أيسرها، وأسلمها في الدعوة إلى الإسلام: الإحالة إلى الكتب والمقاطع الصوتية والمرئية الموثوقة.

وكتاب: (حبي لعيسى قادني للإسلام ) كتاب موثوق به، قام به مكتب الدعوة بالنسيم بالرياض، وأثنى عليه جماعة من المعتنين بدعوة النصارى.

وأما فيديو: (هل المسيح عيسى -عليه السلام- كان مسلمًا): فلا نعلم عنه شيئًا.

فنشد من أزرك في المضي في نشر التغريدات، والكتب، والمقاطع الموثقة، في دعوة النصارى وغيرهم للإسلام، وهي -بحمد الله- مبثوثة على شبكة الإنترنت. وكذلك ننصحك في المضي في دعوة تلك الفتاة بدفع الكتب والمقاطع إليها بين الفينة والأخرى، مع عدم الإكثار عليها من ذلك إن كان سينفرها. وانظري للفائدة الفتوى رقم: 200727.

وأما بخصوص المتابعين المنحرفين: فالرأي هو أن تذريهم ولا تحظريهم، لعل الله يكتب لهم نفعًا بما تنشرينه في صفحتك، لكن الإشكال هو في المتابعين الذين يضعون صورًا إباحية في صورة التعريف، لأن إبقاءهم قد يكون فيه إعانة على النظر لتلك الصور، سواء في إعادتهم للتغريدات أو تفضيلها أو التعليق عليها، وكذلك عند النظر إلى قائمة متابعيك، فلعل الأحسن هو أن تحظري من يضع صورة إباحية في صورة التعريف، أو على الأقل أن تحذفي تعليقاتهم على منشوراتك. وانظري للفائدة الفتوى رقم: 247357.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني