الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفي الحرج عما يقع في النفس من خواطر شيطانية

السؤال

وردت على بالي فكرة كفرية والعياذ بالله وهي أن كلمة في القرآن الكريم خطأ، واستمررت في التفكير في هذه الفكرة لدقائق، ولكني لم أنطق بشيء وكان من ضمن تفكيري هذا محاولة إثبات أني مخطئ في افتراضي هذا، ثم انتهيت عن التفكير واستغفرت الله ونطقت بالشهادتين، فهل بتفكيري هذا أكون قد خرجت بذلك من الملة؟ والعياذ بالله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الفكرة العابرة التي لم تتكلم بها لا مؤاخذة بها ما لم يصر ذلك اعتقادا ثابتا وعزما مستقرا في القلب، فاصرف عنك الوساوس وأعرض عنها، فان كراهتك لهذا الامر وخوفك ونفورك منه يدل على عدم خروجك من الملة، وقد نص أهل العلم على أن كره العبد وخوفه ونفوره من مثل هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم. وفي رواية أخرى: ما حدثت به أنفسها. رواه البخاري ومسلم.

قال ابن حجر: المراد نفي الحرج عما يقع في النفس حتى يقع العمل بالجوارح أو القول باللسان على وفق ذلك، والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن إليه ويستقر عنده. اهـ
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني