الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول: "الله لا يبتلينا،" عند الحديث عن شخص آخر لا بقصد الاحتقار

السؤال

إذا تحدث لي شخص عن آخر مريض، فقلت: "الله لا يبتلينا، أو الله يشفيه"، أو تحدث عن شخص عاق، أو نحو ذلك، فقلت هذه الكلمات، فهل تعد غيبة مع أن المقصود إما قطع الغيبة، أو أن لا نبتلى بذلك، أو الشفاء له من مرضه بدون نية احتقار أو سخرية؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحقيقة الغيبة هي ذِكر الشخص بما يكره أن يُذكر به، وذلك لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ».

ويُشرع لمن رأى مبتلىً أن يستعيذ بالله من مثل ما أصيب به ذلك المبتلى، وبذلك يؤمنه الله من البلاء؛ لما رواه الترمذي، وحسنه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاَءُ. وفي رواية عند الترمذي أيضًا: إِلاَّ عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلاَءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ.
فإذا تقرر هذا، فاعلمي أنه لا غيبة -إن شاء الله- في دعاء الله تعالى بهذا الدعاء عند رؤية المبتلى، ولو بحضرة آخرين، طالما لم يكن المقصد منه، والحامل عليه انتقاص المبتلى، أو السخرية منه في غيابه، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 280720.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني