الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحية الشرعية.. وحكم الإشارة باليد اليسرى عند السلام

السؤال

حفظكم الله.
ما حكم الإشارة باليد اليسرى عند السلام من بعيد، كأن أكون داخل السيارة، ويدي اليمنى مشغولة بمتطلبات القيادة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الشرع حث على إفشاء السلام بين المسلمين باللسان، كما في صحيحي البخاري ومسلم، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص -رضي اللّه عنهما- أنَّ رجلاً سأل رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أيُّ الإِسلام خَيْرٌ ؟ قال : تُطْعِمُ الطَّعامَ، وَتَقْرأُ السَّلام على مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ . وفي صحيحيهما، عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال : خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ على صُورَتِهِ: طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعاً، فَلَمَّا خَلَقَهُ قال : اذْهَبْ فَسَلِّمْ على أُولَئِكَ : نَفَرٍ مِنَ المَلائِكَةِ جُلُوسٍ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنَّهَا تَحِيَّتُكَ، وَتَحِيَّةُ ذُرّيَّتِكَ، فقال : السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقالُوا : السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهُ، فَزَادُوهُ : وَرَحْمَةُ اللَّهِ .

وعليه؛ فيسلم المسلم بلسانه، ولا بأس أن يشير بيده اليمين، كما هو الشأن في تقديم اليمين في كل ما هو تكرمة، وإن تعذر لانشغالها بالسواقة ونحوها، فله أن يشير بيسراه.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: هل يجب الرد على من سلم في غير ألفاظ ( السلام عليكم ) ؟ مثلا إذا قال : أهلا، أو مرحبا، أو كيفك، أو إذا سلم بالإشارة باليد، أو بالعين، أو إذا سلم السواق بالبوري .

ج 4 : السنة أن يحيي المسلم أخاه المسلم بالتحية الشرعية، كما ورد في ألفاظ السلام المشروعة، والأكمل في ذلك أن يقول المسلم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويدل لذلك ما أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي عن عمران بن حصين قال : سنن أبو داود الأدب ( 5195 ) ، سنن الدارمي الاستئذان ( 2640 ) . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( السلام عليكم ) ، فرد عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ( عشر ) ) ثم جاء آخر فقال : ( السلام عليكم ورحمة الله ) فرد عليه فجلس، فقال : ( ( عشرون ) ) ثم جاء آخر فقال : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فرد عليه، فجلس، فقال : ( ( ثلاثون ) ) ، ويجب أن يرد السامع السلام بمثل تحيته، أو أحسن منها؛ لقول الله تعالى : سورة النساء الآية 86: { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } . ولا بأس أن يسلم الإنسان على البعيد، أو هو في سيارته، ويشير بيده له ليشعره بذلك، مع تلفظه بالسلام المشروع المذكور سابقا، كما أنه لا مانع من أن يقول المسلم لأخيه : حياك الله، أو أهلا، أو كيف حالك ونحوها من العبارات التي تدخل السرور على أخيه المسلم، لكن تكون تلك العبارات بعد إلقاء السلام المشروع، أما الاقتصار على هذه العبارات، وترك السلام، أو السلام بمنبه السيارة ( البوري ) - فذلك خلاف السنة، ولا أصل له، فيجب ترك ذلك .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني