الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع وساوس الكفر دليل على وجود الإيمان

السؤال

يا شيخ كنت بالأمس أشاهد مقطع لنساء محجبات يسرقن، ثم بعد أن انتهيت نزلت لرؤية التعليقات فرأيت تعليقا هذا نصه (كل من يسرق يكون من المحجبات أو الشيوخ وهذا دليل على أن دينهم ...) ثم لم أكمل قراءة التعليق ثم جاء في نفسي هل دين الإسلام صحيح أم لا؟ ثم قلت في نفسي إن هؤلاء الذين يكونون من المحجبات والشيوخ ويسرقون هم من اتخذوا من الاسلام غطاء ليفعلوا هذه الأمور ثم نسيت هذا الأمر لمدة عشر دقائق، وبعدها شعرت بالحزن ثم سألت نفسي لم أنا حزينة لأنني نسيت ما حصل معي، ثم جاء حديث في نفسي أنني حزينة لأنني لا أعلم هل الإسلام صحيح أم لا؟ (ملاحظة: أنا لا أستطيع أن أحدد هل هذه العبارة طرأت على نفسي أم أنني أنا قصدت قولها في نفسي) ثم نسيت هذا الموضوع، وفي اليوم التالي عندما كنت في الجامعة جاء في نفسي هل الله موجود أو لا؟ ثم قلت في نفسي أن السيارات وهي بسيطة لا بد أن يكون هناك من صنعها فيكف نحن، ثم نطقت آمنت بالله ورسوله ثلاث مرات، وعندما عدت إلى المنزل تذكرت أمر المقطع الذي رأيته في اليوم الذي مضى، وبدأت أبحث عن حكم الشك في وجود الله، ولم أفرق هل ما حصل معي (أقصد عندما سألت نفسي عن سبب حزني ثم جاء حديث في نفسي أنني حزينة لأنني لا أعلم هل الإسلام صحيح أم لا؟) هل يعتبر من الشك الذي به أكفر أم من الوسوسة؟ وأخذت أجهش بالبكاء لأنني لا أتخيل نفسي غير مسلمة أو أنني كفرت، أرجو أن تجيبوا على سؤالي: هل ما حصل معي شك أم وسوسة؟ وهل كفرت؟.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا كله من الوساوس التي لا تضرك ولا تؤثر في صحة إيمانك، وليس هذا من الشك المخرج من الملة، فدعي عنك هذه الوساوس ولا تلتفتي إليها، واستمري في مجاهدتها فإنك على خير إن شاء الله ما دمت تجاهدينها وتسعين في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101.

واعلمي أن كراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على صحة إيمانك والحمد لله، فتعوذي بالله من الشيطان كلما عرض لك شيء من هذه الوساوس ولا تعبئي بها ولا تعيريها اهتماما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني