الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل رفض لرغبات الوالدين يعد عقوقا

السؤال

أبي على المعاش، وأنا ثاني أولاده، والأخ الكبير حالته المادية ضعيفة، وقفت بجانب والدي فترة قبل المعاش بسبب توقف الشركة التي يعمل بها عن العمل فترة، فكنت أرسل مبلغًا شهريًّا لمصاريف المنزل ودراسة أخي الأصغر في الجامعة، والحمد لله تيسرت أمور والدي الآن، وهو يطلب مني أن أشتري منزلًا مشتركًا من عمي الذي يشاركنا في مدخل المنزل، وأنا لا مصلحة لي فيه، ولا أريده، ووالدي يقول: حتى لا يشتريه غريب، ويدخل علينا. وأنا أعلم أن ظروف إخوتي لا تسمح بالشراء، ويريدني أن أدفع كامل المبلغ، فرفضت لعدم حاجتي له، فهل أنا عاقٌّ لوالدي؟ أنا أتعب جدًّا في الحصول على أموالي، ولا أريد وضعها في مكان لا يفيدني في شيء، والمنزل المراد شراؤه بمدخل مشترك مع بيتنا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيُشكر لك برك بأبيك، ومساعدتك لأهلك حين العسرة، وسيخلف الله عليك خيرًا، ويؤتيك من لدنه فضلًا.

وأما عدم رغبتك في شراء المنزل لعدم حاجتك إليه، ومشقة ذلك عليك، فإنه لا يعتبر عقوقًا؛ لأن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق؛ جاء في قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام: (ولم أقف في عقوق الوالدين ولا فيما يختصان به من الحقوق على ضابط أعتمد عليه، .... ولا يجب على الولد طاعتهما في كل ما يأمران به، ولا في كل ما ينهيان عنه باتفاق العلماء) انتهى منه بتصرف يسير. وانظر الفتوى رقم: 76303.

والأَولى: أن تستخير الله تعالى في ذلك الأمر، وقد تميل نفسك بعد الاستخارة إلى تلبية رغبة الأب، ويجعل الله لك في ذلك الخير الكثير. ولو أصررت على الترك، فتلطف مع أبيك في الرفض، واعتذر له بما يرضيه بالقول الجميل، والفعل الحسن، وصلته بالمال ما أمكن، ولو لم يكن محتاجًا إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني