الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النذر والحلف تحت تأثير الوسوسة

السؤال

عندي وسواس قهري في الصلاة، والطهارة، والوضوء، ومؤخرًا أصبح عندي وسواس بالنذر؛ بأن تلح علي فكرة أنه لو حدث كذا سأصلي عددًا معينًا من الركعات، أو سأصوم. ومن كثرة إلحاح الفكرة عليّ أضطر لأن أنذر كي أتخلص منها، وأحيانًا أضطر لأن أحلف بأني لن أنذر شيئًا اليوم، ثم أنسى وأضطر أن أصوم كفارة يمين، وأيضًا أصبحت تلح عليّ فكرة أن أصلي بسورة معينة، فإذا نسيت ولم أصل بها أضطر لإعادة الصلاة، فهل إذا لم أصل بالسورة التي نويتها تعتبر صلاتي باطلة؟
ومؤخرًا ألحت عليّ فكرة أنه لو حدث كذا سأصوم شهرًا، فاضطررت أن أقولها، وليس بنيتي الصيام، فهل أنا مطالبة بالصيام؟ وهل كل فكرة تلح عليّ وأضطر لقول أنني سأصلي أو أصوم كي أتخلص من الفكرة أصبح حينها مطالبة بالصلاة أو بالصيام؟ مع العلم بأن وسواس الوضوء والطهارة يجعل الصلاة معاناة بالنسبة لي.
وهل يصح أن أصوم ثلاثة أيام كفارة يمين بدلًا من صيام الشهر؟ مع العلم بأنني قلت بيني وبين نفسي: لماذا لا أصوم الشهر ما دام الأمر يستحق. وماذا أفعل حينما تلح عليّ فكرة نذر صيام أو صلاة؟ وكيف أتخلص منها؟
أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فعليك كلما عرضت لك هذه الوساوس أن تتجاهليها، ولا تبالي بها حتى يذهبها الله تعالى عنك، وما وقع منك من نذر أو حلف تحت تأثير الوسوسة، فلا يلزمك به شيء، وكذا لا يلزمك شيء إذا حنثت ناسية أو تحت تأثير الوسوسة؛ لأنك -والحال هذه- في معنى المكره، وانظري الفتوى رقم: 164941.

ثم إن النذر لا ينعقد إلا بلفظ مشعر بالالتزام، فلو قلت: "سأصوم إن فعلت كذا" لم يكن هذا نذرًا، وإذا نويت قراءة سورة معينة في صلاتك، ثم لم تفعلي ذلك، فلا حرج عليك، وصلاتك صحيحة ما دمت قد أتيت بشروط الصلاة وأركانها. والخلاصة: أن عليك مدافعة هذه الوساوس؛ فلا تحلفي، ولا تنذري، بل جاهدي نفسك على طرح هذا الوسواس والإعراض عنه، وإذا وقع منك شيء من ذلك مضطرة بسبب الوسوسة، فلا يضرك، ولا يلزمك به شيء.

وأما الوساوس في الطهارة والصلاة: فدافعيها كذلك، ولا تلتفتي إليها؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني