الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التعليم بغير اللغة العربية

السؤال

هل التدريس في الجامعات التقنية في البلاد الإسلامية باللّغة الإنجليزية والفرنسية يُعدّ مذلّة لنا؟ علما بأنّ الحجّة في ذلك بأنّ علوم التقنية تُدرّس في غالب أنحاء العالم باللّغة الإنجليزية أو الفرنسية لتوافر المقالات العلمية باللّغتين، خاصة الإنجليزية.
وهل يدخل ذلك عند شرح الدرس في رطانة الأعاجم؟ وهل عندما أصبح أعرف المعلومات باللّغة الأجنبية وأتكلّم عن تلك المعلومات باللّغة التي تعلمت بها أقع في الإثم والتشبّه بالكفّار؟ أشعر بأنّ هذا فيه شيء من الوسوسة! وهذا يقتلني ويمنعني من الدراسة، وأنا أحب العلم والدراسة، وأنا -ولله الحمد على كل حال- أعاني من أني كلما أردت أن أقرأ كتابًا أو مقالًا باللغة الفرنسية حول دراستي أشعر بضيق شديد وقلق رهيب بخصوص هذا الوسواس، وغيره كثير، وكلها تنصب حول الدراسة.
أجيبوني على الخاص -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فدع عنك هذه الوساوس، ولا تعرها اهتمامًا، وأقبِل على العلم، واستفادة ما ينفعك وينفع المسلمين؛ سواء كان مكتوبًا باللسان العربي أو غيره، واعلم أن تدريس تلك العلوم، وقراءة تلك الكتب المتعلقة بها باللغات الأجنبية، لا يدخل في رطانة الأعاجم المذمومة؛ لأنه إنما يُفعل لحاجة ومصلحة، والمسلمون مأمورون بالأخذ بأسباب القوة والنهوض، فإذا كان من سبيل تحصيل ذلك قراءة وتعلم العلوم الدنيوية النافعة نقلًا عن الغرب الذين تفوقوا علينا في تلك المجالات، فلا حرج في ذلك البتة، فهون عليك، ولا يصدنك الشيطان عن تعلم ما ينفعك وينفع المسلمين، وكن مع هذا معتزًّا بلغتك وهويتك الإسلامية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني