الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا امرأة متزوجة وأسكن مع زوجي في بيت أهله، لدي غرفة ومطبخ وحمام خاصة بي، أقوم بكل واجباتي وأشغال البيت لإرضاء زوجي، فأحاول أن أطبخ له كما يحب ويشتهي، لكنه عندما يدخل يطل علي ويسلم، ثم يذهب إلى أهله يسلم ويتحدث إليهم، ثم يحضر معه صحن أكل ويضعه ليأكله مع الأكل الذي طبخته له، هذا أمر يزعجني ويشعرني بالغيرة، أتجاوز الأمر أحيانا وأتفاعل أحيانا، فأسأله لماذا تحضر الأكل وأنا طبخت كذا وكذا لأجلك، فينفعل ويثور ويحدث شجار ويسمعنا كل من في البيت.
الأمر الذي أريد أن أسأل عنه هو أنه في يوم بعد تكرار الشجار بيننا أخبر أهله عن الأمر، وهو يشكوني إليهم، ويخبرهم أني أطلب منه أشياء أخرى كذلك؛ كأن أسأله لماذا لا تبقى معي، وتعينني في إحضار الطعام بدلا من الجلوس مع زوجة خالك.
هل له الحق أن يقول لهم أشياء قلتها له هو فقط، ويفسد كل شيء بيني و بينهم.
زوجي يفضل الجلوس مع أهله، وإذا كان هناك ضيوف نساء أو رجال لا يتركهم، يحب أن يأخذ معه أخته أو نساء من العائلة عندما يخرج معي لا يحب أن نذهب وحدنا.
ما هي حقوقي عليه في هذا الباب؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف، وأن يحسن معاملتها امتثالا لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا. متفق عليه من رواية أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فنقل زوجك ما بينك وبينه من أسرار إلى أهله، وشكواه إياك لهم يتنافى مع تلك التوجيهات الشرعية، ولا سيما إن كان نقله مثل هذا الكلام يفسد الود بينك وبين أهله، فهو هنا أشبه بالنمام الذي ينقل الكلام بين الناس ليفسد الود بينهم، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 98686.

ونحسب أن أخذه شيئا من الطعام من أهله شيء عادي في أصله، إلا أن تكرر ذلك على وجه يستفز مشاعر زوجته أمر لا ينبغي، والأولى به إذا اشتهى شيئا من طعام أهله أن يأكل منه على وجه لا يستفزها، فتحري الحكمة في مثل هذه الأحوال أمر مهم، ولا بأس بأن يجلس مع أهله، ولكن ينبغي أن يجعل لزوجه وولده نصيبا من وقته يؤانسهم ويدخل السرور على قلوبهم، وله أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان خير الناس مع زوجاته، ولمزيد التفصيل نرجو مطالعة الفتوى رقم: 55015، والخروج للنزهة ونحوها مع العائلة أمر حسن، ولكن الأولى جعل شيء من المجال في هذا للأسرة الخاصة، فإن هذا مما تحسن به العشرة بين الزوجين وتقوى به المودة، وننبه هنا إلى وجوب الحذر من التساهل في أمر الاختلاط في الجلسات العائلية والتعامل مع غير المحارم ـ ومنهم زوجة الخال ـ على وجه يخالف الضوابط الشرعية، وانظري الفتوى رقم: 98295.

وفي الختام نوصيك بالصبر على زوجك والتفاهم معه ومناصحته في ضوء ما ذكرنا، واحرصي على الأسلوب الطيب حذرا من أن يستغل الشيطان مثل هذه الخلافات ويطور الأمر إلى الشقاق ثم الفراق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني