الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صرف الأولاد من أموال المريض الطاعن في السن لرعايته

السؤال

السؤال باختصار: أمي عندها من العمر 88 سنة، وهي مريضة بالشك، ولا تثق في أحد أبدًا، حجَّت مرتين -والحمد لله-، لكنها لا تعي أحيانًا ماذا تقول، ودائمًا تشك فينا نحن أولادها، وتختلق من القصص ما ليس لها صحة أبدًا من الحقيقة.
لها معاش حوالي 3700 جنيه، وتدخر مبلغًا من المال في البنك منذ زمن طويل، وهي الآن مريضة بعدم التحكم في التبول اللاإرادي، ونحن أولادها معتنون بها على أكمل وجه، وذلك من نقودها.
السؤال الآن: هل يحق لنا سحب البلغ المتوفر بالبنك بدون علمها ونشتري به مقبرة للدفن أم لا؟ وهل هذا يصح؟
وجزاكم الله خيرًا، والله نحن نعتني بها على أكمل وجه، ولكن -عفوًا- هي متسلطة جدًّا في الكلام والألفاظ.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل هو حرمة التصرف في مال الغير دون إذنه.

وما ذكرته في سؤالك من أمراض أمك لا يجيز لأوليائها التصرف في مالها دون إذنها، ما لم يصل حالها إلى العته، وقد سبق بيان حقيقة العته في الفتويين: 53624، 199245، وما أحيل عليه فيها، كما قد سبق بيان الولاية وترتيبها في الفتوى رقم: 37701، وما أحيل عليه فيها. ومنها يتضح أن ولايتكم على مال أمكم لا تصح إلا بوصاية أو من جهة مخولة بذلك.
وأيضًا فالمعتوه إنما يجوز لأوليائه التصرف في ماله بما فيه مصلحته.

وبخصوص شراء المقبرة: فإنما يعتبر مصلحة لها عند عدم توفر مقبرة عامة مجانية يتيسر الدفن فيها، وإلا فلا. وانظري الفتوى رقم 22552.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني