الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفي لإبراء ذمة من عنده مظالم للعباد دعاء الله بأن يتحملها عنه؟

السؤال

أود الاستفسار عن دعاء: اللهم ما كان بيني وبينك، فاغفره لي، وما كان بيني وبين خلقك، فتحمله عني.
هل هذا الدعاء يبرئ الشخص من مظلمته إذا ظلم أحدا، سواء ظلم بالغيبة، والنميمة، أو أي أنواع الظلم؟ ولماذا ندعو هذا الدعاء وماذا يعني؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن شروط التوبة مما فيه مظلمة للعباد: رد تلك المظالم إلى أصحابها، أو طلب العفو، والمسامحة منهم. كما في الفتويين: 40782 ، 278491، وانظر أيضا الفتويين: 97771، 127512.

وبالتالي فإن الدعاء المذكور لا يبرئ الشخص من مظلمته بمجرد قوله؛ لأن حقوق العباد لا بُد من ردها، ما لم يتعذر ذلك.

فإن تعذر ردها مع توبة الشخص، وإنابته إلى الله، فإنه سبحانه وتعالى يتحملها عنه.

يقول الشيخ عبد الرحيم الطحان: إن الأحاديث التي دلت على أن الله يتحمل التبعات، ويعفو عن حقوق العباد، والمخلوقات، هي فيما لو صدرت من الإنسان توبة إلى ربه عز وجل، ولم يمكنه أن يؤدي الحقوق إلى أهلها لكثرتها، ولعجزه عن أدائها، فالله يتحمل عنه، فهو الغني الكريم سبحانه وتعالى. اهـ.

أما لماذا يدعو الشخص بهذا الدعاء؟ فإنه من جملة الأدعية، والصيغ التي لا بأس بالدعاء بها؛ لما فيه من طلب المغفرة من الله تعالى، وتحمل حقوق العباد عن الشخص، وهو سبحانه كريم يفعل ما يشاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني