الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التصرف السليم لمن لا يقدر على النكاح وعرضت عليه فتاة مجهولة الزواج

السؤال

ما هي أفضل طريقة للرجل، للإجابة على عرض المرأة نفسها للزواج منه؟
أحدهم يسأل: أرسلت لي فتاة لا أعلمها، برسالة وضعتها في حذائي بالمسجد، في البلد الذي أقيم فيه للدراسة، وسكانه مسلمون، رسالة مفادها أنها مستعدة لقبول الزواج بي، بمهر يعادل ما مقداره خمسون ريالاً قطرياً، وأعتقد أن ذلك أقل مهر متعارف عليه في هذا البلد، أقصد أن الفتاة راغبة في أن أتزوجها، ولله تعالى وحده الفضل والمنة، لا أدري من هي الفتاة، ولا أعلم شيئاً عن دينها، أو أخلاقها، أو مظهرها. القضية أنني لا زلت طالبا، ليست لدي القدرة المادية على الإنفاق على منزل، وتوفير سكن مستقل لي ولزوجتي، فلست مهيأ للزواج من الناحية المادية، ناهيك عن أن قبول والداي بزواجي من فتاة من هذه البلاد، قد يكون أمراً صعباً.
والسؤال: هل أرسل لهذه الفتاة برسالة، أخبرها فيها أنني لا أستطيع الزواج، أو أنني لا أرغب في الزواج بها (وأخشى حقيقة إن أرسلت لها برسالة، أن تتعلق بي، أو تعاود مراسلتي؛ لأنه حصلت معي سابقة مؤلمة مع فتاة أجنبية خدمتها، وكنت ملتزماً معها بضوابط الشرع، ثم رغبت هي بأن أتزوجها وتواصلت معي، وخضعت في القول، وحصلت حينها مشكلة كبيرة، وانتهت ولله الحمد، وأصبحت أتحسس كثيراً من أي شكل تواصل مع امرأة أجنبية) أم الأفضل أن أتجاهل الموضوع كلياً ولا أجيبها؟
جزاكم الله تعالى خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال ما ذكر من عدم القدرة المادية لهذا الشخص على الإقدام على الزواج، واحتمال أن لا يرتضي والداه زواجه من هذا البلد الذي يقيم فيه، فالأولى أن يُعرض عن هذه الفتاة تماما، وأن لا يرد على رسالتها، وقد قيد النبي صلى الله عليه وسلم أمره للشباب بالزواج، بالقدرة على مؤنته، ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.

ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 14223.
وبما أنه لا يعلم من هي، فهو في عافية وسلامة من جهتها، فلا ينبغي أن يفتح بابا للشيطان، ربما قاده منه إلى معرفة من هي، فيحدث بعدها ما لا تحمد عقباه، فالسلامة لا يعدلها شيء.

ونوصيه بالحرص على كل ما يعين على العفاف، ويبعد عن الفواحش والمنكرات، فيجتنب كل ما يثير الشهوة، ويعمل على كل ما يضادها، وراجع الفتوى رقم: 103381، ورقم: 12928.

وننبه إلى أنه مهما أمكن السعي في الزواج، والمبادرة إليه، وتقليل مؤنته، كان أفضل، ففي الزواج كثير من منافع الدنيا والآخرة، هذا مع العلم بأن الزواج من أسباب الغنى، كما بيناه في الفتوى رقم: 120028، ومجرد الدراسة ليست مانعا شرعا، ولا عادة من الزواج، والزواج المبكر يجني المسلم ثماره الطيبة في دينه، ودنياه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني