الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من خطر بباله الاستهزاء باللحية وقام بحلقها

السؤال

هل يمكن أن تكون صغائر الذنوب كفرا؛ مثلا لو أن الإنسان خطر بباله شيء كفري مثل الاستهزاء باللحية مثلا، أو أنها فعل الناس الذين هم أفضل من غيرهم، مع أنه رافض لهذه الأفكار، فهل حلقه للحيته يصبح عملا كفريا كونه عمل بما خطر بباله؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا ننصحك بالإعراض الكلي عن الوسوسة، فقد تعددت منك الأسئلة بشأنها، فعليك بصرف الذهن عنها وشغل الوقت بالتعلم، والدعوة إلى الله تعالى، وما تيسر من الأعمال المفيدة، واعلم أن الصغائر لا تتحول بمجرد فعلها إلى الكفر، ولا يكفر بالاستهزاء باللحية إن لم يكن ذلك بقصد التنقص من الدين والاستهزاء به، فقد سئل العلامة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى-: هل من يستهزئ بالدين بأن يسخر من اللحية أو من تقصير الثياب، هل يعد ذلك من الكفر؟

فأجاب: هذا يختلف إذا كان قصده الاستهزاء بالدين فهي ردة، كما قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ـ أما إذا كان يستهزئ من الشخص نفسه بأسباب أخرى من جهة اللحية أو من جهة تقصير الثياب، ويعني بذلك أنه متزمت، وأن يستهزئ بأمور أخرى يشدد في هذا، أو يتساهل في أمور أخرى يعلم أنه جاء بها الدين وليس قصده الاستهزاء بالدين، بل يقصد استهزاءه بالشخص بتقصيره لثوبه أو لأسباب أخرى، أما إذا كان قصده الاستهزاء بالدين والتنقص للدين فيكون ردة، نسأل الله العافية، فسئل: إن كان يقول: أنا أقول ذلك للناس من باب الضحك والمزاح؟ فأجاب: هذا لا يجوز، وهذا منكر وصاحبه على خطر، وإن كان قصده الاستهزاء بالدين يكون كفرا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني