الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تجنب الرياء في الطاعات

السؤال

ولله الحمد، رزقني الله بصوت حسن، فابتعدت عن الغناء وما يغضب الله، وحاولت استغلاله في الأذان وقراءة القرآن؛ فأسعى جاهدًا أن أؤذن في المسجد، وأحاول أن أصلي بالناس إذا كنا في رحل، فهل هذا يعد من الرياء؟ وكيف أتجنب الرياء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحسن الصوت نعمة عظيمة يخص الله بها بعض عباده، لكن كثيرًا منهم لا يوفق لاستغلالها الاستغلال الحسن؛ فاحمد الله أن وفقك لاستغلال ما حباك من ذلك فيما يرضيه -عز وجل-، وواصل على هذا المنوال، واحذر من أن يأتيك الشيطان من باب مخافة الرياء، ويدعوك إلى ترك ما أنت عليه من صالح العمل، فإن الرياء كما يكون في الفعل يكون في الترك أيضًا، كما قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك. اهـ.

واعلم أن ما تقوم به من الأذان والصلاة بالناس لا يعد رياء بحد ذاته ما لم يصاحبه قصد المحمدة أو دفع المذمة من الخلق، وحيث كان القصد سليمًا، وكنت تفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله، وطلبًا للثواب منه، فالرياء منتف عن عملك.

أما كيفية تجنب الرياء: فإن ذلك يكون باستشعار مراقبة الله، واطلاعه على ما في القلب، مع مجاهدة النفس في تحقيق الإخلاص له -سبحانه-، وقد ذكرنا بعض الأمور المعينة على تجنب الرياء والعلاج منه في الفتوى رقم: 254890، فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني