الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الجدة على الأم لا يبرر عقوق الأولاد لأمهم

السؤال

منذ فترة دعت جدتي على أمي بأن ترى ما تفعله أمي فيها في بنتها، وأنا تلك البنت، وقد بدأت بالتصرف مع أمي بعصبية، ولا أستطيع دفع ذلك مع أنني كنت مطيعة جدا سابقا، فقلت ربما دعوة جدتي هي السبب في تغيير طبعي هكذا، كما أشعر بأنني المفضلة لديها، فهل علي ذنب بتلك التصرفات، وإن كان تصرفي استجابة لدعوة جدتي؟ وكيف أدفع ذلك؟ وكيف أتفوق علميا وأدفع عن نفسي الخمول؟ لأنني أريد أن أفرح أهلي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من أعظم الكبائر بعد الإشراك بالله عز وجل عقوق الوالدين، لما في الصحيحين عن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.. الحديث.

فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى من عقوق أمك، والتعامل معها بما لا يليق، ولا يبرر ذلك منك دعاء جدتك على أمك به، واحذري أن تصيبك أنت دعوة من أمك، فدعاء الوالدين على ولدهما مستجاب، كما سبق أن بينا في الفتويين رقم: 70101، ورقم: 136410.

فعليك أن تجتهدي في بر أمك، وتطلبي منها السماح، والعذر فيما صدر منك تجاهها، ولتنصحيها بالبر بأمها، وطلب السماح منها، ويكون ذلك برفق ولين وأدب، واعلمي أن العقوق ـ كما البرور ـ دين عاجل السداد، فمن بر والديه تبره أبناؤه - إن شاء الله -، والعكس صحيح. قال ابن تيمية رحمه الله:... ولهذا يقال: عفوا تعف نساؤكم وأبناؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها. اهـ.

أما بخصوص سؤالك الثاني: فراجعي الفتويين رقم: 33707، ورقم: 14877.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني