الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهية الركض عند إتيان الصلاة وواجب الأئمة تجاه ذلك

السؤال

أرى كثيرا من الناس يقومون بإصدار صوت بأرجلهم، وهم يجرون بأعلى سرعة، للحاق بالركعة؛ لجذب انتباه الإمام أثناء الصلاة.
وللأسف ما سمعت أبدا بإمام قام بنصح هؤلاء الفئة من الناس، وحسبما أعرفه، أن المسلم يأتي إلى المسجد بخشوع، وليس جريا، مع إزعاج المصلين بتلك الطريقة.
ما حكم من يفعل ذلك؟ وهل من المفروض على الإمام أن يقوم بنصحهم؟ وهل حصلت في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيكره الركض والإسراع الشديد إلى الصلاة، لمنافاته السكينة والوقار، اللذين ينبغي التحلي بهما في مثل هذه الحال.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا. متفق عليه.

وتزداد الكراهة مع إصدار الأصوات المشار إليها بالرجل، أو غيرها؛ لما فيه من التشويش على المصلين.

وينبغي للإمام أن يقدم النصيحة في هذا الأمر، ويبين للمصلين ما ينبغي لهم عند إتيان الصلاة من لزوم الوقار، والأدب. كما ينبغي له التنبيه على جميع الأخطاء التي يرى وقوع المصلين فيها، وأن يكون ذلك بأسلوب لا تشهير فيه بأحد.

أما بخصوص سؤالك الأخير: فالجواب أن مثل هذا قد حدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى قال: ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال: فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا.

وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 231127 - 117817- 197097

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني