الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينعقد اليمين بحديث النفس

السؤال

ما حكم الحنث في اليمين المنعقدة (التي عقدت في أحلام اليقظة) وحنثت فيها في حلم اليقظة؟
ملاحظة: أرجوكم أجيبوني بالصحيح من الحكم، والخفيف منه؛ لأني موسوسة في اليمين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تعني بأحلام اليقظة ما يدور في نفس الإنسان من أحاديث، وأماني، فإن ذلك لا يخرج عن حديث النفس، ومن ثم فلا يترتب عليه شيء في مسألتنا؛ إذ اليمين - كما هو معلوم- لا تنعقد إلا بالتلفظ بها، وفق الصيغ المعتبرة شرعا.

أما العزم عليها, أو حديث النفس بها، فلا يلزم من ذلك شيء؛ لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت أنفسها, ما لم تتكلم, أو تعمل به.

ويقول خليل في مختصره: اليمين تحقيق ما لم يجب، بذكر اسم الله، أو صفته .. اهـ.

وجاء في الموسوعة الفقهية: - عند ذكر شرائط اليمين -: ( الشريطة الرابعة) التلفظ باليمين, فلا يكفي كلام النفس عند الجمهور، خلافا لبعض المالكية. ولا بد من إظهار الصوت بحيث يسمع نفسه إن كان صحيح السمع, ولم يكن هناك مانع من السماع كلغط، وسد أذن. واشتراط الإسماع ولو تقديرا هو رأي الجمهور, الذين يرون أن قراءة الفاتحة في الصلاة يشترط في صحتها ذلك. وقال المالكية، والكرخي من الحنفية: لا يشترط الإسماع, وإنما يشترط أن يأتي بالحروف مع تحريك اللسان ولو لم يسمعها هو، ولا من يضع أذنه بقرب فمه، مع اعتدال السمع، وعدم الموانع. اهـ.

وبهذا يتبين أنه ليس عليك شيء فيما حدثت به نفسك من اليمين دون أن تتلفظي.

وننصحك بالإعراض عن الوساوس، وتجاهلها بالكلية، فذلك هو العلاج الناجع لها، وراجعي الفتوى رقم: 51601

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني