الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدير مصاريف من قال له والده: خذ ما تريده بالمعقول

السؤال

أنا طالب مصري، أعيش في مصر، أدرس في الجامعة، أبي وأمي وإخوتي في السعودية، وهناك بيت مؤجر لنا في مصر، وهو ملك والدي، وأنا أنفق من ذلك الإيجار، والدي قال لي: خذ ما تريد بالمعقول. وقال لي: أنا أثق فيك. وفتح لي حسابًا بنكيًّا فيه آلاف الجنيهات، لكن هناك عدة أمور أقف حائرًا لا أدري ماذا أفعل بها؟!
أولًا: كيف أقدر قدر المصاريف؛ حيث إن أبي عندما يحضر إلى مصر في الإجازة ينفق كثيرًا من المال، وهو كذلك مع أهلي في السعودية، وأنا قال لي: خذ بالمعقول. ولا أدري ما حد ذلك المعقول؛ هل هو مصاريفي الشخصية دون مصاريف الجامعة أم ماذا؟! ولا أدري هل إذا فعلت هذا الشيء أكون مبذرًا أم لا؟ أم يقصد ما كنت آخذه من مصروف عندما كنت في الثانوية من والدي عندما كنت معه في السعودية قبل عودتي.
ثانيًا: دخلت دورة تدريبية للغة الإنجليزية، ودفعت 300 جنيه تقريبًا، وشروط الدورة تقول: إنه لا بد من إنهاء كل الدورة حتى أستعيد ذلك المبلغ. المهم: أني دفعته، ولم أستطع الإكمال بسبب الدراسة، ونظام الدورة غير جيد، والدي لن يرفض أن أتعلم، وهو قال لي ذلك، لكنه سيغضب إذا علم أن 300 ذهبت دون فائدة، وأنا على إثر ذلك عندما أعطتني جدتي مكافأة نجاحي أخذتها ووضعتها في محفظة أبي. السؤال: هل ما فعلته صحيح أم هو مبالغة مني أم ما هو الصحيح؟ وطبعًا كل هذا دون علم والدي، وهو وضع معي المال، وقال: أنا أثق فيك. ولا يراجع ورائي، ولا يسألني أين أنفقت المال؛ لأنه يعلم أني سأنفق بالمعقول. وهل يجوز أن آخذ المبلغ الذي وضعته في محفظته مرة أخرى أم لا؟
ثالثًا: هناك فريق يسمى: "أحلى شباب" فريق شباب يجمع بين تطوع وتدين وتفوق ... إلى آخره، يأخذ كل شهر 20 جنيهًا، هل يجوز أخذها من والدي أم لا؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكر للسائل حرصه على مال أبيه، وحفظه له، وعدم إنفاقه إلا فيما أذن له فيه، فقد كنت حقًّا موضع ثقة أبيك.
ثم ما سألت عنه من تقدير المصاريف التي أذن لك أبوك في أخذها، وكذلك ما دفعته لدورة اللغة الإنجليزية، أو ما تريد أن تشترك فيه مع ذلك الفريق التطوعي؛ كل ذلك مرده إلى ما قصده أبوك بقوله: "خذ ما تريده بالمعقول". فهل يقصد بالمعقول الإنفاق في الحاجيات فقط، أم أن الأمر أكثر من ذلك ما لم يصل الإنفاق إلى درجة الإسراف؟ وإذا لم تعلم مقصده -كما هو الظاهر من أسئلتك- فعليك بسؤاله عن مقصده حتى تتضح لك وجوه الإنفاق.
وأما ما أنفقته من مال على دورة اللغة الإنجليزية مع عدم إتمامها، فحكم ما فعلته راجع إلى معرفة مقصود أبيك من الإنفاق؛ كما سبق، وأما عدم إتمامها فإن كان عن تفريط وكسل فإنك مؤاخذ بذلك، ويلزمك استسماح أبيك على ذهاب ماله من غير نفع، أو رد المال إليه؛ كما فعلت. وأما إن عجزت عن إتمامها مع عدم تفريط منك فلست مؤاخذًا بذلك، ولك استرداد ما وضعت في محفظة أبيك حينئذ؛ لأنه تبين أنك غير مطالب به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني