الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز أخذ القروض من البنوك الربوية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا تاجر وقد وقعت في دين كبير ولم يبق لدي إلا أحد حلين، الأول أن أقترض من البنك لكن بالربا، أو أن أعطي رشوة حتى أتمكن من الحصول على طلب شراءٍ مهم من إحدى الشركات؟
فأرجوا أن ترشدوني يرحمكم الله، وأن تنصحوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: أخي السائل الكريم : اعلم وفقك الله تعالى أنه لا تنزل مصيبة بأحد إلا بكسب يده أو بذنب اقترفه كما قال تعالى في محكم كتابه ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).[الشورى: 30]. فعليك أخي أن تكثر من الاستغفار وأن تكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله " وقد قال عليه الصلاة والسلام " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب ".[ رواه أبو داود وابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما]. ثم اعلم أخي الكريم أنه ينبغي لك أن تحمد الله على أن المصيبة لم تكن في الدين فهي وإن عظمت إلا أن مصيبة الدين أعظم وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ".[ رواه الترمذي عن ابن عمر وهو صحيح ] ، وصدق عليٌ قال: إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بطائل واعلم أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشد رجلاً اشتكى إليه عجزه في تأدية ما عليه أن يقول: " اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك ". [رواه الترمذي وقال عنه إنه حسن]. فأنت تلمس أخي الكريم من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل إلى إن يدعو بهذا الدعاء أن فيه إشارة إلى أنه يخشى على هذا الرجل حينما تضيق عليه السبل أن يلجأ إلى الحرام ، فقال له قل: " اللهم اكفني بحلالك عن حرامك". [رواه الترمذي وقال عنه إنه حسن] ، وفيه لفتة عجيبة إلى أنه ينبغي على من وقع في مثل ما وقع فيه هذا الرجل أن يتقي الله وأن لا يلجأ إلى ما حرمه الله عليه فيكون بذلك قد خسر الدنيا والآخرة . واعلم يا أخي الكريم أنه لا يخفى على أحد الذل الذي يلحق بالمدين والهم الذي يصيبه فلذا كثر تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم منه فكان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال". [رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه]. فالذي توصى به أخي الكريم هو ما يلي : 1 - أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله . 2 - أن تدعو بالدعاء المأثور الوارد سابقاً في الإجابة . 3 - احذر أن تقع فيما يغضب الله وذلك بأخذ الديون الربوية أو المعاملات التي فيها رشاوى فتكون قد أغضبت ربك . 4 - اعلم أن الله متى ما علم منك أنك ستحاول قضاء الديون التي عليك بالطرق المشروعة ، فإن الله سوف يعينك ويغنيك من فضله ، نسأل الله لنا ولك أن يقضي عنا الدين وأن يغنينا من الفقر. والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني