الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من عاهد الله أن يقضي ما عليه من صوم حتى يستهل رمضان فأفطر يوما

السؤال

علي صيام أيام لم أكن قد قضيتها وعاهدت الله في نفسي أن أصومها كلها منذ بداية شهر جمادى الأولى ـ هذا الشهر ـ حتى يأتي رمضان وقد قضيت كل ما علي من صيام، لكنني في ليلة الجمعة قبل الفجر نويت عدم الصيام بأن أفطر يوما وأكمل باقي الشهر، فهل بذلك أكون قد نقضت عهدي مع الله، لأنني فطرت يوما في الشهر؟ وإن كان كذلك، فكيف أكفر عن ذلك؟ وهل يجوز في هذه الحالة أن أفطر يوما كل فترة ولا أصوم الشهر كله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا العهد المذكور مجرد حديث نفس لم يصحبه تلفظ باللسان، فلا يترتب عليه شيء، لأن الله تجاوز عن هذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم، كما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم، وانظري لذلك الفتوى رقم: 49573.

أما إذا كنت قد قلت: أعاهد الله مثلا على الصيام المذكور, فالراجح عندنا أن هذا العهد نذر ويمين، وعليه؛ فإذا لم تفي بما عاهدت عليه الله تعالى على الوجه المطلوب، فعليك كفارة يمين، وراجعي الفتوى رقم: 256108.

لكن إذا قصدت أنك تقومين بقضاء ما عليك من صيام من بداية جمادى الأولى إلى استهلال شهر رمضان, فإنك لا تحنثين بالفطر أياما في جمادى الأولى, أو جمادى الآخرة, أو رجب, أو شعبان, وإنما يحصل الحنث إذا استهل رمضان قبل قضاء ما عليك من صيام، وكفارة اليمين ثلاثة أنواع على التخيير، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة مؤمنة، وفي حالة العجز عن جميع تلك الأنواع الثلاثة، فيجزئ صيام ثلاثة أيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني