الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقوق كل من الزوجين إذا حدث طلاق بسبب نشوز الزوجة

السؤال

أنا شاب عمري 32 سنة، متزوج من أربع سنوات، كنت أعمل بالسعودية وزوجتي تعمل معيدة في الجامعة، وعند إنهاء عملي بالسعودية وعدت إلى بلدي غضب أهل زوجتي لعودتي، وقال لي والد زوجتي: هو فيه أحد مجنون يترك السعودية ويعود إلى مصر؟ فقلت له: هذا شأني، والحمد لله حصلت على وظيفة جيدة جدا بمصر ودخل ممتاز، وبعد فترة وجدت أم زوجتي تتدخل في حياتي بطريقة مستمرة مما تسبب في الكثير من المشاكل؛ حيث إنها لها الكلمة العليا في بيتها، وتريد أن تكون زوجتي هي من لها الكلمة العليا مثلها؛ لدرجة أنها تعترض على خروجها بإذن مني، وقال والدها لي ذات مرة عند علمه بأن زوجتي كانت تستأذن مني قبل خروجها وأنا مسافر أنه كان سيطلقها مني ولكنها رفضت، وقال لي ما دمت مسافرا لا يحق لها الاستئذان منك، المهم تدخل أسرتها في أدق تفاصيل حياتي سبب الكثير من المشاكل لدرجة أنهم تدخلوا في اختيار أسماء لأبنائي، وذات مرة غضبت أنا وزوجتي من بعضنا غضبا عاديا جدا ودخلت أنام، وحين استيقظت الفجرولم أجدها بجانبي فبحثت عنها في الشقة فلم أجدها، وعلمت أنها خرجت بعد منتصف اليل دون إذني وأنا نائم، واتصلت بأهلها وأخبرتهم بما حدث، قالوا لي سوف نتحدث معها ونكلمك ولم يتصلوا بي إلا بعد أسبوعين، وقالوا: لا شيء كانت عندها مذاكرة وقلنا لما تخلص سنكلمك، فحزنت بشدة منهم وعلمت أنهم لا يملكون الحكمة ولا العدل لحل أي خلاف وردع ابنتهم.
وكانت زوجتي دائما ما تترك ابني الصغير سنتين ونصف عند أهلها لدرجة أني طلبت منها أني لا أريده أن ينام بعيدا عن حضني أبدا، يذهب إليهم كما تشائين ولكن أعيديه لينام معي، فقالت: لو ذهبت لأخذه سوف تعود ولن تجدني بالمنزل، وسأفتعل معك مشكلة وأترك المنزل، وبالفعل لم أذهب لاصطحابه خوفا من حدوث أي مشاكل لعلمي بأن أهلها لن ينصروني، وبعد يومين كانت تريد الخروج إلى فرح وأنا رفضت وهى أصرت على الخروج رغما عني، فأقسمت عليها وصممت وفتحت الباب وهنا حدثت مشادة معها، وطلبت حضور أهلها فحضر أبوها وعمها وأختها، وطلبت منهم الجلوس معي أولا لمعرفة الأحداث ولكن رفضوا، وطلبوا الجلوس مع ابنتهم أولا، وحين بدأت اختها تتحدث بصوت عال طلبت منها ألا تتحدث لوجود رجال في المنزل أنا ووالدي ووالدها وعمها، فأشارت إلي بأصبعها وقالت أنا لا أراك رجلا، وهنا تملكني الغضب فقمت بسبها، وحين تدخل والدي قامت هي بسبه، فقمت بسبهم جميعا، وأخذوا زوجتي وأبنائي وخرجوا.
وبعد يومين طلبت رؤية أبنائي فرفضوا، وبعد أسبوع فرفضوا أيضا، وهددوني بعدم المجيء لرؤيتهم حتى لا يسجنوني، وبعد شهر صممت على الذهاب إليهم لرؤية أبنائي، فاكتشفت أنهم باعوا البيت وسافروا لمدينة أخرى، وبعد اتصالات ومحاولات للصلح قابلت أمها في الشارع بعد 3 شهور، وطلبت مني 20 ألف جنيه كي أرى أبنائي، وطلبات أخرى مذلة كي تعود زوجتي، علما بأن عمر ابني سنتان ونصف، وبنتي ستة أشهر، فقلت لها هذه الطلبات لا يقبلها أي رجل، أما الفلوس عندما تعود زوجتي إلى بيتي أولا وأبنائي.
وحدثتني زوجتي وقالت لي: إنها تحبني وتريد العودة وتبكي لفراقي، ولكن إما أن أرضخ لطلبات أهلها المذلة والفلوس أو الطلاق، وحرموني من أبنائي 7 شهور حتى الآن، وأنا لا أستطيع فعل أي شيء فأنا رجل لا أملك إلا كرامتي وهم يريدون إذلالي لكي تعود زوجتي أو الطلاق، سبعة شهور وأنا لا أعلم أين تقيم زوجتي، سبعة شهور وأنا لا أعلم أين يقيم أولادي، سبعة شهور قاموا بإذلالي بحرماني من كوني زوجا ومن حقوقي ومن أبنائي، ومازالوا مصرين إما أن أوافق على طلباتهم التي أرى فيها إذلالا لي، ويرفضها أي رجل كريم، أما بخصوص الفلوس أنا لا أمانع ولكن يعودوا إلى بيتي أولا.
أريد أن تفتوني هل زوجتي ناشز أم لا؟ هل أهلها على حق أم باطل؟
بخصوص طلبهم الطلاق هل يحق لهم القائمة والنفقة والمؤخر والمتعة؟ هل تستوى حقوق الزوجة المظلومة والزوجة الناشز؟ أريد فتوى ما لي وما علي؟ ما حقوقي وما حقوقها؟ علما بأني لا أريد الطلاق من أجل أبنائي الصغار، ولكني رجل وأريد أن أعيش حياة مستقرة، وأريد زوجة تعينني على طاعة الله، وتكون خير متاع لي في الدنيا والآخرة، علما بأن زوجتي أفشت جميع أسرار بيتي لأهلها.
أرجو الرد ما حقوقي وما حقوقها من حيث القائمة والمؤخر والشبكة والمتعة والنفقة؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت فإنّ زوجتك ناشز تسقط نفقتها بنشوزها، وأهلها معتدون مفسدون لابنتهم، والواجب على زوجتك أن ترجع إلى بيتك ولو منعها أبواها من الرجوع فلا طاعة لهما، قال ابن تيمية (رحمه الله): الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. مجموع الفتاوى - (32 / 261).
وقال المرداوي الحنبلي (رحمه الله) : لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها ولا زيارة ونحوها بل طاعة زوجها أحق.
واعلم أنّك إذا طلقتها من غير شرط فإنّ لها مهرها كله مقدمه ومؤخره، ويدخل في ذلك كل ما هو من المهر كالشبكة وقائمة المنقولات، ولها النفقة مدة العدة إلا أن النشوز يسقط النفقة إذا لم تكن حاملاً، جاء في فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ : ...وعليه فالذي يظهر لنا استمرار سقوط نفقتها، ولأن نفقتها في العدة ليست أولى من نفقتها في حال الزوجية قبل الطلاق ومع هذا فقد سقطت بنشوزها. اهـ

ولها المتعة عند بعض أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 30160.
لكن ما دامت زوجتك ناشزاً وتسألك الطلاق بغير حقّ، فلك أن تضيق عليها وتمتنع من طلاقها حتى تسقط لك مهرها أو بعضه، قال السعدي ـ رحمه الله ـ: وإذا أتين بفاحشة مبينة كالزنا والكلام الفاحش وأذيتها لزوجها فإنه في هذه الحال يجوز له أن يعضلها، عقوبة لها على فعلها لتفتدي منه إذا كان عضلا بالعدل. وراجع الفتوى رقم: 76251.
ولا حقّ لها أو لأهلها في منعك من رؤية أولادك؛ سواء طلقتها أم بقيت في عصمتك، وإذا حصل تنازع على الحضانة أو الرؤية أو النفقة فمرده إلى المحكمة الشرعية.
والذي ننصحك به أن تتفاهم مع زوجتك وتذكّرها بالله، وتبين لها ما ذكرناه لك من وجوب طاعتها لك ورجوعها إلى بيتك ومعاشرتك بالمعروف، وألا تخرج من بيتك دون إذنك، وأن تعلم أنّ حق زوجها عليها عظيم، وإذا بقي أهلها على إفسادهم لها، فلك أن تمنعها إن عادت إليك من زيارتهم، وتمنعهم من زيارتها. وراجع الفتوى رقم: 110919.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني