الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتحلل السجين وهو لا يجد حيلة لأداء الحقوق لأصحابها

السؤال

شيخنا أنا سجين حكم علي بالسجن لمدة عشرين سنة عن عدة جرائم رشوة، وأنا حاليا خائف من عذاب الله، وأن مصيري إلى النار كوني ملعون ومطرود من رحمة الله وهالك، وأنا مرتش ظالم، وإن أخذني الله فلن يفلتني، وأنا أبكي كثيرا على ما فرطت في جنب الله وأستحيي منه، وسألت وقالوا لي إنه لا توبة لي بعد القدرة علي، وكان المفروض أن أتوب قبل القدرة علي، وأنا في السجن مقيد لا أستطيع التحلل من الناس الذين ظلمتهم فما بالك بالذين لا أعرفهم، وأنا أصلي وحدي وأذهب إلى مسجد السجن أعتبر نفسي نجسا، وأنا حاليا قانط ويائس من رحمة الله وأن النار وجبت لي، سؤالي: أنه ليس لي توبة بعد القدرة علي وأن مصيري إلى النار حتى لو صليت وصمت واستنفرت الله ليغفر لي كوني ملعون؟
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فمهما كان ذنبك عظيما فإن عفو الله تعالى أعظم، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، فلا تيأس من رحمة الله ولا تقنط من روح الله، واعلم أن رحمته تعالى قد وسعت كل شيء، فتب إليه توبة نصوحا صادقة، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر من فعل الطاعات واستدراك ما فرط منك من المعصية بالحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واجتهد في الاستغفار لمن ظلمتهم ممن لا تستطيع رد الحقوق إليهم أو التحلل منهم فإن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأما ما اكتسبته من المال المحرم فعليك أن تجعله في مصالح المسلمين، ومن ذلك التصدق به على الفقراء والمساكين، فإن كنت من جملة الفقراء جاز لك الانتفاع بهذا المال بقدر حاجتك، وانظر الفتوى رقم: 158451، ولبيان كيفية التوبة من أخذ الرشوة انظر الفتوى رقم: 64384، والصلاة في جماعة واجبة عليك إن تمكنت منها فاحذر التفريط فيها .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني