الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بالإخبار به كذبا

السؤال

كان هناك خلافات مع زوجتي، وكان هناك جماعة من الناس من يسألوني عن نوع الخلاف مع زوجتي، و قلت في نفسي إنهم إذا سألوني غدا فسوف أقول لهم كذا كذا ولم أنتبه لمعنى كلامي أقسم بالله، وباليوم الثاني عندما سألوني تكلمت بالكلام الذي خطر في بالي باليوم السابق وبكلام آخر، وعندما انتهيت من كلامي معهم وجدت نفسي وأنا غير مدرك لمعنى كلامي، إن معنى كلامي هو إقرار كاذب بالطلاق، والله يشهد وأقسم لكم بالله أنني لم أنتبه ولم يخطر ببالي أن معنى كلامي إقرار كاذب بالطلاق، ولو خطر ببالي وأدركت أن معنى كلامي إقرار كاذب بالطلاق ـ والله العظيم ـ لن أتكلم به، بالرغم من كوني لم أكن أعرف حكم الإقرار الكاذب بالطلاق، ولكن لخوفي من أن يترتب علي شيء فأنا أتجنب أن أضع نفسي بشيء قد يكون فيه حكم شرعي، والله يعلم سري وجهري، والله إني لم أدرك ولم أنتبه لمعنى كلامي، ولو أدركت لما تكلمت ـ أقسم بالله ـ، وأنا لا أعرف هل هذا يدخل في الحديث: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه أم لا؟ كوني كنت بحكم الغافل أو الساهي عن معنى كلامي، وأيضا بقوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وقوله تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)، أم أن هذا ابتلاء و يترتب علي بالرغم من كوني غير منتبه وغير قاصد لأن يكون المقصود من كلامي هو الإقرار الكاذب بالطلاق، أرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تعني أنك لم تقصد التلفظ بالطلاق، فلا يقع الطلاق على كل حال؛ لأن القصد ركن من أركان الطلاق، وراجع الفتوى رقم: 72095.

وعلى فرض أنك قصدت التلفظ به، فالراجح من كلام الفقهاء أن من أخبر كاذبا أنه طلق زوجته لا يقع طلاقه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 23014.

وننصح بالحذر من الشقاق في الحياة الزوجية، والحرص على حل المشاكل بالحكمة إذا وقعت، وتجنب ألفاظ الطلاق، فعاقبة الطلاق وخيمة في الغالب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني