الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طاعة الأم في طلاق الزوجة لعدم قدرتها على الإنجاب

السؤال

أعمل في بلاد الغرب، وكنت قد تزوجت منذ عامين امرأة نصرانية تكبرني في العمر، وكان هدفي الأساسي هو أن أعف نفسي بعد أن طالت بي الغربة رغماً عني، ووالدتي لم تكن راضية عن هذا الزواج بسبب كبر سن زوجتي وعدم قدرتها على الإنجاب، وفي الآونة الأخيرة، امتنعت عن الحديث معي بشكل كامل حتى أطلقها، وزوجتي مع كل هذا خلوقة وتحمل معي الكثير من أعباء الحياة، ولم تؤذني يوما، وهي بجانب هذا تعمل من المنزل، مما يوفر بعض المال الذي أرسل جزءاً منه لوالدي وإخوتي، وأنا أعلم جيداً أنني إذا طلقتها فإنه ليس من السهل إيجاد بديل يحقق توقعات والدتي في الوقت الراهن، وأخشى على نفسي من المعاصي التي تركتها منذ أن تزوجت، وأنا في حيرة من أمري، فعدم رضى والدتي وعدم حديثها معي يعذبني كل يوم، وفي نفس الوقت هي لا تشعر بظروفي وترى الأمور من منظار ما يقول الناس من حولنا، فهل يجوز هذا الزواج مع عدم رضا والدتي؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها ما لم تعارضه مصلحة راجحة، فراجع الفتوى رقم: 93194، ومنها تعلم حكم إقدامك على الزواج من هذه المرأة مع معارضة أمك.

وتجب طاعة الوالدين في طلاق الزوجة إذا كان لمسوغ شرعي، وإن لم يكن لهما مسوغ شرعي لم تجب طاعتهما، كما بيناه في الفتويين رقم: 69024، ورقم: 130594.

وعدم إنجاب الزوجة ليس موجبا لطاعة الوالدين في طلاقها، وراجع الفتوى رقم: 34226، وفيها بعض التوجيهات النافعة كالزواج من ثانية مع إبقاء الأولى إن أمكن.

ونوصيك على كل حال بالسعي في سبيل رضا أمك، فلتتلطف بها، وتعمل على مدارتها، وكسب رضاها بالهدية أو غيرها، يسر الله لك ذلك، ووفقك إلى برها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني