الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في الإشراف على القسم الإسلامي في موقع يعرض أفلام كرتونية مخلة

السؤال

أقدمت منذ سنتين للتسجيل في موقع للأنمي ـ أفلام كرتون يابانية مترجمة وتحتوي على موسيقى وفيها مقاطع مخلة ـ لكنني كنت فقط عضوا صامتا لا أشارك إلا في قسم التصميم والقسم الإسلامي، وبعد فترة عيّنت كمشرفة للقسم الإسلامي ـ والحمد لله ـ أمضيت مع الإشراف مدة 8 شهور، مع العلم أنني المشرفة الوحيدة للقسم، والقسم لا يقبل أي موضوع إلا بعد أن أتأكد هل هو موافق لما جاء به أهل السنة والجماعة، ووضعت لنفسي ضابطا وهو أن لا أتحدث مع الرجال إلا في الأمور الضرورية؛ كالرد على موضوع يخص الشبكة... والآن بدأت أِشعر بتأنيب للضمير، فالموقع متخصص في ترجمة أنمي مشهور باليابان، وأنا لم أنصح المشرفين بترك الترجمة، لأنهم رجال ولا أريد أن أحتك بهم، وثانيا لأن الموقع اسمه على اسم هذا الأنمي، فالغرض الأساسي منه ترجمة هذا الأنمي، والأعضاء يكتبون مواضيع ويحثون بعضهم على مشاهدة أنمي مخل، ويوجد أيضا صندوق للدردشة تتحدث فيه الفتيات والفتيان، ولا أستطيع نصحهم إلا نادرا بما أن هذا هو تخصص الموقع فعزمت على تركه، إلا أنه استوقفني أنني مشرفة على أهم قسم يصل الأعضاء بدينهم، مع العلم أنني عندما أضع موضوعا يتفاعل معه الأعضاء وينال استحسانهم، وأنا أختار المواضيع التي ـ بإذن الله ـ تنفع مثل القيم الإسلامية وطلب العلم وتدبر القرآن الكريم... وأخاف إن تركتهم أن يضيع عليهم تلقي العلم وأضيع على نفسي الأجر، ولا أعلم من الذي سيخلفني؟ وهل سيكون أهلاً للمهمة أم لا؟ مع العلم أيضًا أن المنتدى يأخذ من وقتي، خاصة وأنا مقدمة على طلب العلم الشرعي، فهل علي ذنب لبقائي في المنتدى وعدم نصحهم على ترك الأنمي ـ مع أن هذا ما فتح الموقع من أجله ـ أم أتركهم وأضيع عليهم وعلي الخير، مع العلم أنني بين فترة وأخرى أنصح على تحفظ بما أن الغالبية في المنتدى رجال، لكنني أخاف عليهم والله بما أنهم صغار في العمر ـ ما بين 12 إلى 18؟.
فأفتوني وأرشدوني لما فيه صلاح لي ولأمتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الأفلام الكرتونية التي تشتمل على ما لا يحل، لا تجوز متابعتها، ولا الإعانة على نشرها، وراجعي للفائدة الفتويين رقم: 110537، ورقم: 114149.

وأما بخصوص حال السائلة وما ذكرته من التفاصيل، فقد كان من المحتمل أن تبقى في إشرافها على القسم الإسلامي نظرا لما يترتب على ذلك من خير ونفع! كما سبق أن أشرنا إليه في الفتويين رقم: 138372، ورقم: 235891.

ولكن الإشكال هنا هو أن هذا المنتدى يقوم من الأساس على مجال محرم لا تستطيع السائلة القيام فيه بواجب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الحال كما قالت السائلة: مع أن هذا ما فتح الموقع من أجله ـ ولذلك، فما نراه للسائلة أن تصرح في القسم الذي تشرف عليه بحكم مثل هذه الأفلام الكرتونية وتبين حرمتها، وتنصح الرواد بعدم متابعتها أو العمل على ترجمتها، فإن تركوها بعد ذلك في الإشراف مع هذا التصريح والبيان ـ وهذا أمر مستبعد ـ فلا حرج عليها في البقاء، مع مداومة النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن منعوها من الإشراف تكون قد أدت ما عليها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني