الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بحسن العشرة والتغاضي عن الهفوات يزول الشقاق بين الزوجين

السؤال

أنا مغترب من أجل العمل، وزوجتي وأولادي ليسوا معي، وفي أحد الأيام ذهبت زوجتي لإحضار أولادي الصغار من المدرسة، وعند خروج ابنتي الصغيرة قالت لها والدتها ارجعي إلى المدرسه لتنادي معلمتك، لأنني أريد محادثتها في أمر ما، فذهبت البنت إلى الداخل ولم ترجع، وعلمت بعد ذلك أن البنت قد عادت إلى المنزل بمفردها وهي صغيرة، فتحدثت مع والدتي وقلت لها اتصلي بزوجتي وأخبريها أن البنت قد عادت إلى المنزل، وتحدثت مع ابنتي ووبختها لخروجها بمفردها من المدرسة، لأنه كان من الممكن أن تتعرض لحادث أو اختطاف، وبعد رجوع زوجتي قلت لها إنها هي المخطئة، لأنها لم تر البنت وقت خروجها من المدرسة، مع العلم أنها كانت أمام باب المدرسة، وقلت لها حتى لو كانت البنت قد خرجت من الباب الآخر فهو بجوار الباب الأول، ولابد أن تسلك البنت الطريق إلى البيت من أمام الباب الأول، وقلت لها إنها أم مهملة، فأغلقت السماعة في وجهي، واتصلت بعدها فورا ظنا مني أن الخط قد تعطل، فلم ترد علي، وجاءني اتصال بعدها بدقيقة من والدتي وقالت لي سأعطيك زوجتك، فرفضت التحدث معي، ومنذ ذلك الوقت ونحن لا نتحدث مع بعض وفي خصام، فمن المخطئ؟ ومن عليه البدء بالاعتذار؟ أشعر بالإهانة بعد غلق المكالمة في وجهي، وأشعر أنه لا يجب أن تفعل الزوجة هكذا مع زوجها إن كانت تحترمه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان ينبغي عليك أن تسأل زوجتك عن عذرها قبل أن تصفها بالإهمال في ترك البنت ترجع إلى البيت بمفردها، فربما كان لها عذر في ذلك ولم تكن مفرطة، لكن في المقابل فقد كان على زوجتك إن كان لها عذر أن تبينه لك ولا تقطع مكالمتك وتمتنع منها، والذي يظهر لنا ـ والله أعلم ـ أنه لا يجوز لها قطع الاتصال والامتناع من مكالمتك، وعليها أن تعتذر عن ذلك، وإن تبين أنها لم تكن مفرطة، فعليك أن تعتذر لها عن رميها بالإهمال، وعلى أية حال، فإن الأمر يسير ولا يستدعي الشقاق والخصام، والأصل في علاقة الزوجين التراحم والتفاهم والتغاضي عن الهفوات، ومن محاسن أخلاق المرأة أن تسعى لإرضاء زوجها ولو كان ظالماً لها، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ، الْوَلُودُ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا، ثُمَّ تَقُولُ وَاللَّهِ لَا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى. رواه الطبراني، وحسنّه الألباني.

ومن محاسن الزوج أن يتغاضى عن هفوات امرأته وأن يلاطفها ويحسن عشرتها، ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى، قالت فقلت من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني