الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الطلاق بسبب سماح الزوج لصديق ابنته بالمبيت معهم في البيت

السؤال

تزوجت منذ سنة ونصف من شخص أرمل وله أولاد، قال لي قبل الزواج أنه يملك منزلًا، ولكن بعد الزواج بفترة أخبرني بأنه كتب المنزل باسم ابنته منذ أن كانت زوجته الأولى على قيد الحياة، وصبرت رغم ذلك. وأيضًا هو يخفي عني ممتلكاته وأمواله، أولاده فقط يعرفون كل شيء، أما أنا فلا، ولا يعدل بيني وبين أولاده من الناحية المالية؛ بحيث أن كل ما يملك لهم، ويقوم بإقامة المشاريع لهم بهدف حماية مستقبلهم، ولم يفكر يومًا في مستقبلي، أنا لا أعرف عنه أي شيء، وأحس بأني مجرد شخص يرعاه فقط، ولست زوجة تشاركه حياته! وأيضًا بعد الزواج وجدت أنه توجد في المنزل عدة تماثيل للزينة يرفض نزعها، نعم بعضها صعب الانتزاع لكن بعضها يمكنه ذلك. وأيضًا أخفى عني أنه يعاني من مشكلة سرعة القذف، لم يخبرني بذلك قبل الزواج، وأيضًا يسمح لصديق ابنته بالمجيء إلى البيت والمبيت معنا في المنزل رغم أنه ليس زوجها، ولا خطيبها، فقط حبيبها! رغم أن زوجي يصلي، وذهب للعمرة والحج.
أنا أفكر في الطلاق، وأخاف أن أغضب ربي، فهل يحق لي طلب الطلاق من زوجي بسبب عدم عدله من الناحية المادية، ولكل ما ذكرته رغم أن معاملته جيدة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم الزوج إخبار زوجته بما يملكه من المال، ولا يجب عليه العدل بينها وبين أولاده أو غيرهم في النفقات، ولكن الواجب على الزوج أن ينفق على المرأة قدر الكفاية بالمعروف اعتبارًا بحال الزوجين، وانظري بيان ذلك وتفصيله في الفتوى رقم: 105673.
وإذا كان في البيت تماثيل لذوات الأرواح فالواجب إزالتها أو طمسها، وراجعي الفتوى رقم: 76769.
واعلمي أنّ سرعة القذف عند الرجل ليست من العيوب التي يفسخ بها النكاح، والتي يجب بيانها عند الخطبة، ثمّ إنّ علاجها ممكن عند الأطباء المختصين.

وعليه؛ فليس في هذه الأمور المذكورة ما يسوّغ لك طلب الطلاق.

أما إذن زوجك لصديق ابنته بالمبيت في البيت: فهذا منكر عظيم، ونوع من الدياثة -والعياذ بالله-، ومن العجب أن يحصل هذا من رجل مسلم يصلي ويحج ويعتمر! وعلى أية حال؛ فعليك أن تنصحيه، وتبيني له حرمة هذا الأمر، ويسوغ لك طلب الطلاق إذا لم يتب من هذا المنكر، وراجعي الفتويين: 37112، 116133.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني