الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الكفر بالإعراض عنها ومدافعتها

السؤال

الله أكبر، والعزة لله.
فضيلة الشيخ: أنا شاب عمري 18سنة، من العراق. أعاني من الوسواس القهري، وقد اكتشفت هذا قبل أيام قليلة؛ فأنا لدي وسواس من ناحية النظافة، وأتأكد من إغلاق الباب أكثر من مرة، ليست لي ثقة في نفسي، وإرادتي ضعيفة. وأكبر مخاوفي الوقوع في الشرك -والعياذ بالله- وأن أدخل النار بسبب هذا الشيء والعياذ بالله.
المشكلة يا شيخ أنه تأتيني وساوس، وصوت في عقلي بالشرك -والعياذ بالله- والكفر، وسب الله -حاشا لله- وللرسول عليه الصلاة والسلام -والعياذ بالله- وجميع هذه الأصوات، والوساوس لا ينشرح لها صدري، وأكرهها، وأحس بضيق بسببها، تعكر لي عبادتي، وحياتي؛ فأنا أعتقد أن الحياة لا معنى لها إن كنت قد وقعت في المعصية والعياذ بالله.
قبل أيام وجدت هذا الحديث للرسول عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تتكلم. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ارتحت له، لكن بدأ نوع آخر من المشاكل، وهو أنني كلما أردت أن أعمل عملا عاديا، تأتيني وساوس أثناء القيام به، فمثلا أريد أن أنحني، تأتيني وساوس (بصيغة افعل كذا) لا ينشرح لها صدري، وأكرها وليست نابعة من قلبي، بل أحس أنها فجأة تأتيني دون سيطرة مني. وأقول بصوتي -العياذ بالله- فأخشى أن تصبح هذه الوساوس نية، وبالتالي يصبح العمل شركا بالله -والعياذ بالله- حتى إني وصلت لضرب رأسي بالحائط. وتأتيني وساوس حتى أثناء هذا العمل.
فهل هذا يعتبر عملا للوساوس التي تأتيني في نفسي، والتي لا ينشرح لها صدري أم إنها (الوساوس) لا تعتبر حتى (نية)؟
وهل الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: ما لم تعمل. يقصد العمل المقصود، المتعمد بكل جوارح المرء؟
وأحيانا أحس، أو أشك أنني حركت لساني أثناء الوساوس دون النطق، وخروج الصوت، مجرد حركة ربما حدثت، وربما لم تحدث وأن نفسي توسوس لي أنني فعلتها أي حركت لساني. أنا في ضيق شديد.
فهل تعتبر حركة اللسان (تكلما) وهل يحاسب عليها الإنسان أم إنها ضمن حديث النفس؟
المشكلة الأخرى أنه أحيانا أريد أن أتصدى لهذه الوساوس بأن أقول (لا إله إلا الله) وأقول (أنا لا أعبد إلا الله) (وأنا لن أعبد إلا الله) أحس في نفسي، وتأتني وساوس أنني قلت العبارات التي بين الأقواس خطأ. فإن أنا أخطأت فعلا دون قصد، وربما تحت تأثير الوسوسة في القول. فهل ينطبق قول الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فوق على هذه السطور: ((أو تتكلم)) أو أنه من باب الخطأ غير المقصود كما في قول الله سبحانه وتعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما) {الأحزاب:5}
وهناك أيضا أني حاولت أن أصف ما تأتيني من وساوس لمدرس مادة الإسلامية، وحتى (أبي) لكن وجدت نفسي لا أستطيع وصفها بالضبط، بل أتيت بتعبير أخف لوصفها.
فهل أخطأت؛ لأني حاولت وصفها؟ وهل وصف هذه الوساوس لا يجوز؟ وهل وصفها لا يعني أن تتكلم بها بقصدك كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((أو تتكلم))
وإن كنت قد وقعت في المعصية.
فهل لي من توبة وكيف؟
آسف على الإطالة.
أتمنى سعة صدرك فضيلة الشيخ، والإجابة الوافية التي تريح صدري.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكل ما ذكرته، من الوساوس التي لا تؤثر في صحة إيمانك، ولا تأثم بها، وليس شيء من ذلك من العمل، أو النطق الذي تؤاخذ به، بل هذه كلها وساوس لا تضرك، فعليك أن تعرض عن هذه الوساوس كلها، وألا تعيرها أي اهتمام، واعلم أنك على الإسلام بحمد الله، وأنت على خير عظيم ما دمت تجاهد هذه الوساوس، وتسعى في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101.

وننصحك بمراجعة أحد الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني