الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التحول في مسألة ما من مذهب فقهي إلى غيره

السؤال

أنا شاب عمري 16 سنة، كنت مرة أقرأ عن المسح على الجوربين، فقرأت أن جواز المسح عليهما لا يجوز إلا عند الحنابلة، ومنذ ذلك الوقت لم أعد أمسح عليهما, أهلي الآن يعتقدون أني معقد ومتشدد, أشعر أني أتصعب من الوضوء, وأخجل أن أخبر أصدقائي أني لا أمسح عليهما، قومي كلهم يمسحون على الجوربين وشيوخ منطقتي كلهم يفتون بجواز المسح، أريد أن أعود للمسح عليهما لكن أشعر أنه لا يجوز، وأنا أصلا أعاني من الوسواس، فهلا أعانني أهل العلم؟ هل أعود للمسح عليهما بنية اتباع أهلي وعدم مخالفة قومي؟ أم أعود تيسيرا على نفسي وهجرا للوسواس؟ أم أني قد فهمت الفتوى بشكل خاطئ؟ قرأت أن الشافعي يشترط أن يكونا منعلين فما المقصود بذلك؟ أعينوني أنا أرتدي جرابات شتوية خميلة فأي المذاهب يجيز المسح عليها؟
أرجو الشرح بكلمات مفهومة فربما كان السبب هو جهلي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجواز المسح على الجوربين هو مذهب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ، وبه قال جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ودل على مشروعيته حديث رواه الترمذي، ومن ثم كان هذا القول هو الذي نفتي به، والعامي له أن يقلد من يوثق بعلمه وورعه من أهل العلم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 169801، والموسوس خاصة له أن يترخص بأيسر الأقوال رفعا للحرج ودفعا للمشقة، وانظر الفتوى رقم: 181305، ولا حرج عليك في أن تعمل بالقول بالمسح على الجوربين تخفيفا على نفسك، وأخذا برخصة الله التي دل عليها الدليل، ومدافعة للوساوس وسعيا في التخلص منها، ومعنى كون الجوربين منعلين أن يكون لهما نعل وهو يتخذ من جلد كما في الموسوعة الفقهية، وهذا عند من يشترط ذلك، والصحيح عدم اشتراطه، وأنه يمسح على الجورب من الصوف والقطن وغير ذلك، فهون عليك، ولا تشدد على نفسك، فدين الله تعالى يسر، والحمد لله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني