الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف من لا يحتج بالإجماع والقياس بالجهل ليس من الكفر

السؤال

في يوم كان أخي الصغير يسمع أغنية أجنبية فيها كلمه كفرية معناها (أسبح عيسى) فقلت له إن من يردد مثل هذه الكلمات يكفر، فقال لي أرني الدليل فبحثت عن فتوى في موقعكم ووجدت الفتوى رقم: 229675، وأريته الفتوى، فقال أنا أريد دليلا من الكتاب أو السنة وهذا الكلام ـ يقصد الفتوى ـ حتى لو قاله ابن باز لا يهمني أريد دليلا من الكتاب أو السنة، ثم غضبت منه وقال لي لماذا غضبت لأنني على حق، فقلت له أنا غضبت لأنه ما زال هناك أناس بعقليات جاهلة مثلك (قصدت بالناس هؤلاء الذين يقتصرون على أخذ الحكم من الكتاب أو السنه فقط مع أن مصادر التشريع الإسلامي أربعة ولم أقصد وصفهم بالجهل؛ لأنهم يأخذون الحكم من الكتاب أو السنه وإنما قصدت أنهم اقتصروا على أخذ الحكم من الكتاب أو السنة أما الإجماع أو القياس فلا يلقون لها بالا) فهل بسبب قولي هذا الشيء أكون قد كفرت؟ وماذا علي أن أفعل تجاه أخي كي أفهمه وأرشده؟ وهل يكون أخي قد كفر بسبب ما قال؟ وهل بسبب إصراره على ترديد ما في الأغنية بعد أن رأى الفتوى أي من الكفر؟ علما بأنه في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، وهم لم يأخذوا بعد أن مصادر التشريع الإسلامي أربعة، علما بأنني في اليوم الذي يليه عندما سألته من أين نأخذ الأحكام فقال: من الكتاب والسنة، قلت له: فقط، قال: نعم، ثم بعد ذلك أخبرته بأن مصادر التشريع الإسلامي أربعة وشرحت له ذلك وأن أحكام الإجماع والقياس يجب العمل بها، فتقبل مني ذلك وفهم بأن حكم ترديد مثل هذه الكلمات كفر، فهل عليه شيء بعد أن فهم الأمر بصورة كاملة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كثرت منك الأسئلة المتعلقة بالوساوس وقد نصحناك بأن تدعي عنك هذه الوساوس، ولا تلتفتي إليها، ولا تعيريها اهتمامًا، فإنه لا علاج للوساوس سوى تجاهلها والإعراض عنها.
وأما عن وصفك من لا يحتج بالإجماع والقياس بالجهل فلا يحصل به الكفر، كما أنه لا يكفر أخوك بهذه الكلمة إن كان يقصد تنزيه عيسى عن النقائص، فإنه يجب تنزيه الأنبياء عما يتهمهم الناس به من النقائص، فذلك من نصرهم والذب عنهم، ولكنه يحرم الغلو فيهم وإطراؤهم ووصفهم بصفات الربوبية.

وننصحك بعدم الخوض مع أخيك في مثل هذه الأمور قبل أن تتخلصي من الوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني