الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من الاتهام بالسحر

السؤال

يا شيخ أهلي يتهموني بالسحر ماذا أفعل؟
واتهامهم لي لأن المسحورة تهذي باسمي، وأنا أشهد الله أني لم أقم بهذا العمل، وأيضا ليست لي مصلحة من هذا الأمر، حسبي الله ونعم الوكيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل براءة ذمة المسلم، فلا يجوز أن يتهم بأمر معيب، وينسب إليه ما لم يفعل، فيؤذى بذلك، وأذية المسلم محرمة، قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}، وانظري الفتوى رقم: 161583، وما ذكر من نطق المسحورة باسمك لا يعتبر برهانا على قيامك بذلك، فقد يكون ذلك من كيد الشيطان لينشر البغضاء، ويكون سببا في قطيعة الرحم، وهو الحريص على التفريق بين الأحبة، ثبت في صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ـ قال ـ فيدنيه منه ويقول: نعم أنت».

فكل من يلقي عليك هذه التهمة ذكريه بالله تعالى، وبيني له سوء عاقبة مثل هذا التصرف، واستعيني ببعض العقلاء من أهلك أو غيرهم، ومن يتمادى في هذا الاتهام هدديه برفع الأمر إلى الجهات المسئولة التي يمكن أن تردعه، وينبغي الحرص على رقية هذه المسحورة بالرقية الشرعية، وتراجع الفتوى رقم: 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني